![تأكد فشل الانقلاب العسكري في إدارة البلاد والتغيير هو الحل](upload/webp/1433b7o2nra8koss4k_300.jpg)
![كلمة الأمين العام في الذكرى السادسة لمجزرة رابعة والنهضة](https://ikhwan.site/upload/webp/617aba5dd6e1a_750.webp)
كلمة الأمين العام في الذكرى السادسة لمجزرة رابعة والنهضة
الحمد لله.والصلاةُ والسلامُ علي رسول الله.
وعلي آله وصحبه ومن والاه .
الجمع الكريم .
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته .
نلتقي اليومَ .
في الذِّكري السادسةِ لمجزرةِ رابعةَ والنهضةْ .
أبشعِ مجزرةٍ شهدتها مصرُ في تاريخها الحديثْ .
على أيدي الانقلابِ العسكريِّ الفاشي .
ضدَّ مواطنينَ عُزَّلْ .
خَرجوا للمطالبةِ بحقوقهم المشرُوعةْ .
وهي في ذاتِ الوقتِ أشرفُ ملحمة عاشها الشعبُ المصريّ .
.
وقدَّم فيها دماءَ أعزِّ أبنائِه .
.
من أجلِ الحريةِ والحياةِ الكريمةِ واستقلال القرارِ الوطنيّ .
فهي إنْ سجَّلها التاريخُ لعسكر الانقلابِ في أحلكِ صفحاته فقد حفرَها في أنصعِ صفحاتِه لشهداءِ وجَرحى وشهودِ تلك الملحمة .
وإنَّ التاريخ الذي خلَّد بقاعا عديدة من أرض مصر في سجل الكفاح والجهاد، من أجل تحرير البلاد من الاستعمار والاحتلال ، هو ذاته التاريخ الذي سيخلد رابعة والنهضة .
الأرض والمسجد وكل ساحات المجازر التي ارتكبها الانقلاب المجرم .
سيخلدها في أنصع صفحاته وبحروف من نور .
كساحات جهاد وكفاح .
.
من أجل انتزاع حرية الشعب المصري وحقه في انتخاب من يحكمه .
.
وقراره المستقل في إدارة بلاده .
.
ولكن جنرالات العسكر الخونة .
أبوا إلا أن تظل مصر رهن عصابة تسوم شعبها القهر والقتل والسجون.
.
وتبدد ثرواتها وتبيع جزرها وأرضها .
وتفرط في مياه نيلها .
وحولت أم الدنيا إلي أضحوكة للدنيا كلها .
أيها الحضور الكرام .
لقد حاولت آلة الانقلاب الإعلامية الشيطانية .
تشويه المشهد النضالي الرائع في رابعة والنهضة .
ونسج الأساطير الكاذبة حوله .
وتصويرها علي غير الحقيقة.
.
ولكن هيهات .
فقد شهد العالم كله .
حقيقة تلك الساحات النضالية التي ضربت مثلا نادرا .
في المطالبة بالحقوق بكل سلمية .
ومواجهة الرصاص بالكلمة .
والتضحية من أجل الحقوق المشروعة .
بالنفس والنفيس .
وستظل هكذا عبر التاريخ إن شاء الله .
أيها الجمع الكريم .
إن تلك المجزرة هي بلا جدال .
.
جريمة مكتملة الأركان .
اقترفتها جحافل الانقلاب الهمجية .
علي مرأى ومسمع من العالم .
الذي تابعها علي الهواء مباشرة .
عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام المختلفة .
ومن ثم .
فلا يخفى على أحد من هو الجاني الحقيقي .
الذى سفك الدماء وحرق بقلب متحجر فاقد للرحمة .
الأجسادَ الطاهرة.
وقد صنفت المنظمات الحقوقية الدولية والإقليمية .
تلك المجزة .
كأكبر مجزرة في تاريخ مصر الحديث .
.
تحدث في يوم واحد .
وأنها أكبر عملية قتل جماعي .
.
وقالت تلك المنظمات .
إن عمليات القتل لا تشكل انتهاكا خطيراً للقانون الدولي لحقوق الإنسان فحسب.
.
بل تشكل جريمة ضد الإنسانية.
لكونها ممنهجة وواسعة النطاق.
ولوجود أدلة .
.
تشير إلى أنها جاءت ضمن سياسة متبعة ومرتب لها ترتيباً مسبقاً.
وعلى الرغم من أنَّ 15 "خمسَ عشرةَ " منظمةً حقوقية.
دعت الأمم المتحدة والأجهزة الدولية المعنية .
اعتبار يوم 14 أغسطس من كل عام .
يوماً عالمياً لضحايا فض اعتصام رابعة .
وكافة ضحايا الاعتصامات على مستوى العالم.
.
وطالبت تلك المنظمات.
في بيان مشترك وجهته إلى المنظمات الدولية المعنية .
وعلى رأسها «مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة» .
بـ«ضرورة تبني فتح تحقيق دولي جادٍّ ومُحايدٍ بخصوص الإجراءات المُتبعة في ذلك اليوم .
من قِبَل قوات الأمن المصرية .
والوقوف على الجُناة الحقيقيين.
وتقديمهم للعدالة الدولية .
ومنع إفلاتهم من العقاب».
ولم يحدث أيُّ تحركٍ فِعْليٍّ من الأمم المتحدة حِيال المجرمين .
.
بل إن الحكومات الغربية مازالت تفتح عواصمَها لاستقبال رأس الانقلاب وقادته .
.
حرصاً على مصالِحها، في وقت تتغنى فيه بمبادئ حقوق الإنسان.
كما أنَّ الجناةَ .
ما زالوا أحرارًا طُلقاءْ .
تُصرف لهم المكافآت وتقدَّم لهم المزايا .
نظيرَ ما ارتكبوا مِنْ جرائم .
وأخيراً قام رأسُ الانقلاب العسكري الخائن .
في 26 يوليو الماضي .
بالموافقة على قانونٍ يمنح القادةَ العسكريين .
“الحصانة” من المقاضاة أو الاستجواب .
بشأن أيِّ حدث وقع بين 3 يوليو 2013 ويناير 2016، إلا بإذن من “المجلس الأعلى للقوات المسلحة” .
ذلك بالرغم من مخالفة هذا التشريع لدستور العسكر الانقلابي .
! وفي المقابل .
.
قام الانقلاب .
بعمليات تنكيل واسعة بالضحايا الذين شاركوا في اعتصام رابعة والنهضة .
ونصب محاكمةً فاجرةً وملفقةً .
لأكثر من 739 من خيرة أبناء مصر.
.
وأصدر أحكاماً بالإعدام بحق 75 منهم بتهمة " القتل العمد .
ومهاجمة المواطنين.
ومقاومة السلطات.
وتدمير الممتلكات العامة.
وحيازة الأسلحة النارية وقنابل المولوتوف ".
.
وذلك وفق نص لائحة الاتهام الملفقة .
وزج بأكثر من ستين ألفا .
من خيرة أبناء مصر.
من العلماء والأساتذة والمفكرين والطلاب .
والمحامين والنساء .
والأطباء والمهندسين والمعلمين .
.
وكل فئات المجتمع المصري الذين يمثلون قلبَه النابض .
وقَتل منهم مَنْ قَتل .
.
بمنع العلاج والدواء عنهم .
ويمارس عليهم أبشع ألوان القهر وانتهاك حقوق الإنسان .
فأيُّ فجورٍ في الخصومة السياسية وأيُّ بشاعة في الانتقام تلك ؟! .
أيها الحضور الكريم يأتي إحياؤنا لتلك الذكري الجليلة هذا العام.
.
في أجواء استثنائية يتوقف أمامها التاريخ بشهوده من أحرار العالم أجمع .
احتراما وإجلالا للرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي .
.
أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر .
الذي لقي ربه شهيدا يوم الإثنين 17من يونية 2019م .
وهو في قبضة الطاغية السجان .
.
وأمام القاضي الظالم .
ووسط عسكر الانقلاب البغاة .
.
لقي ربه شهيدا بإذن الله .
.
في ساحة محاكمة ملفقة وهزلية .
.
تشهد علي عصر ملفق وكاذب .
.
ومليئ بالغش والخيانة .
.
لقي الله شهيدا بإذن الله.
.
بعد ملحمة صمودٍ نَدَرَ أنْ تشهدَ مثلَها ساحاتُ النِّضال .
.
لقي ربَّه شهيدا بإذن الله.
ولم يَزَلْ ينطق بكلمةِ الحقِّ دون تردد.
.
لقي ربه شهيدا بإذن الله .
بعد ست سنواتٍ من النِّضال والصمود والثبات في مواجهة جبروت الانقلاب العسكري الفاشي .
.
دون أن يتنازل قَيْدَ أُنْمُلة .
.
عن شرعية الشعب المصري .
.
لقي الله شهيدا فتأكد القاصي والداني من صدق كلماته .
وصدق موقفه .
وصدق نضاله .
.
مقدِّما روحَه فداءً لهذا الوطن .
أيها الثوارالأحرار .
أيها العالم إنَّنا مع كل أحرار مصر والعالم .
.
لنْ نتوقف عن المطالبة والسعي لدي كل المنظمات والجهات الدوليةِ .
لفتح تحقيق دولىٍّ شفَّاف.
يكشف ملابسات وفاة الرئيس محمد مرسى يرحمه الله.
وماتلى ذلك من إجراءاتٍ تعسفيَّةٍ .
تمثَّلت في منع دفنِ جُثمانه الطَّاهرفي مسقط رأسه .
ومنع تشييع جِنازته .
بل تمَّ دفنُه فجرًا بحضورأسرته الصابرةِ المحتسبةِ فقط .
أيها الأخوة والأخوات لقد عاش الشعبُ المِصريُّ مع الرئيس الشهيد .
.
فرحةَ الحريةِ يوم هبَّت على مصرَ نسماتها .
.
بإعلان فوزه في أول انتخابات رئاسية نزيهة.
ثمَّ عاش الشعب المصري معه .
ملحمةَ صمودٍ كبرى .
.
يوم انقلب عليه الخونة .
وستظل تلك الملحمةُ درسًا بليغاً للإنسانية .
في النضال من أجل الحرية والحقوق المشروعة.
أخي وحبيبي .
أيُّها الرئيسُ الشهيدُ جزاكَ اللهُ عن الأمةِ وعن مصرَ وعنَّا خيرَ الجزاء .
فقد أديت رسالتَك بكلِّ شرفٍ وأمانة .
ووفيت عهدَكَ مع الشعب .
وجاهدتَ بكل ثباتٍ وصمود .
حتي لقيت الله عزيزًا كريمًا " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ " (المنافقون من الآية 8).
عهد علينا .
ألا نَحيدَ عن طريق نضالِكَ ولنْ نفرِّطَ في الأمانة .
دماؤك ودماء كلِّ الشهداء والجرحى .
وحقوق المختطفين في سجون الطغاة وكلِّ الحقوق .
وحق الشعب المصري في الحريةِ والكرامةِ والحياةِ الكريمة .
أيها الجمعُ الكريم على مدى ستِّ سنواتٍ .
.
لم تعرف البلادُ طريقاً للاستقرار أو الهدوء.
بل سادها الفسادُ والفشلُ .
على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ستِّ سنوات هي الأكثرُ سوءاً في تاريخ مصر على كلِّ الأصعدة .
.
من حيثُ أحكامُ القضاءِ المسيَّس،.
والقمعُ الأمنيُّ غيرِ المسبوق.
والقتل خارج نطاق القانون.
والإخفاء القسري .
.
وزجِّ كلِّ مَنْ يرفع صوتَه في السجون .
حتي مَنْ دعَّموا الانقلاب علي الرئيس المنتخب .
والتجربةِ الديمقراطيةِ الوليدة.
ستُّ سنواتٍ مضت .
.
في ظل تفاقم الأزمةِ الاقتصاديةِ بشكل مخيف .
ورفع الدعم .
واشتعالِ الأسعار.
واكتواء المواطنين بنارها .
، وتزايدِ أعداد البطالة.
وارتفاع نسبةِ الفقر .
.
حَسْبَ إحصائياتٍ رسمية .
أشارتْ إلي وقوع 31%من الشعب تحت خطِ الفقر.
ستُّ سنواتٍ .
.
مضتْ والنظام الانقلابى يواصل هرولتَه وتطبيعَه مع العدوالصهيوني.
.
بعد أن تحول إلي خادمٍ ذليلٍ لمشاريعِ هذا العدو وأهدافِه البغيضة.
وإفراغ شبه جزيرة سيناء من أهلها وتدميرِ منازلهم وإتلافِ زراعاتهم وتهجيرهم قسريًا .
.
تماهيًا مع صفقةِ القرن المشؤومة .
.
وواقعُ الحال في هذا الصدد لا يحتاجُ إلي مزيدٍ من الأدلةْ .
ستُّ سنواتٍ مضت .
.
وحملةُ الانقلابِ الوحشيةِ ضِدَّ أحرارِ الشعبِ المصري بكل فئاته لا تتوقفْ .
وباتَ معلومًا للكافةِ أنَّها حملةٌ ضدَّ الشعبِ المصريِّ كلِّه .
وليسَ ضدَّ فصيلٍ من فصائله .
.
كما امتدت الحملةُ إلي حرب على هويةِ مصرَ الإسلاميةِ .
.
ولكنْ هيهات فالرافضونَ للانقلاب يزدادون ثباتًا وصمودًا.
والشعب المصريُّ يزدادُ وعيًا وإدراكًا لما يدورْ .
.
ولنْ يَقِرَّ لهذا الانقلاب قَرارٌ أو استقرارٌ بإذن الله .
أيها الجمع الكريم إنَّ الصراع بين الحقِ والباطلْ.
صراعٌ طويلٌ ومريرٌ .
كثيرُ الجراحاتِ .
فادحُ التضحياتْ .
باهظُ التكاليفْ.
ونحن حين نذكِّرُ الناس بهذه الجريمة رغم ما أصابنا وكلِّ المصريين منْ عذاباتٍ وآلامٍ ولا يزالْ ، إلا أنَّنا عازمون على إبقاءِ الذِّكرى الأليمةِ حيةً في نفوس المصريين جميعًا وإحياءِ الأملِ في نفوسهم .
.
وسيظلُّ الأملُ في الله كبيرًا .
.
ونصرُه لجنده ولعباده المؤمنين محقّقٌ إنْ شاءَ الله : " وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ .
" ( الحج من الآية 40).
وقوله تعالي : "إنَّا لننصرُ رسلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد" (فاطر الآية 51) صدق الله العظيم .
.
وشكرا لحضراتكم علي حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله.