وقف إطلاق النار في لبنان.. لماذا لم تضغط الدول الإسلامية للوصول إلى سلام عادل في غزة أو دعم كامل للمقاومة؟!
يأتي اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الإسرائيلي ولبنان برعاية أمريكية؛ استمرارا للدعم الأمريكي غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي، وتجسيداً لسياسة "تحييد الجبهات"، التي تمارسها الإدارة الأمريكية منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى. وذلك من أجل عزل المقاومة الفلسطينية عن الداعمين المحتملين، وحصارها بشتى صور الحصار. في الوقت الذي توفر فيه أمريكا الدعم الكامل؛ العسكري والسياسي والاقتصادي لقوات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة.
وتؤكد معارضة أمريكا قرارات وقف إطلاق النار "في غزة" أمام مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، أن وقف إطلاق النار في لبنان ليس رغبة في سلام، ولكنه جزء من خطة حرب، تهدف إلى تعزيز قوة العدو الإسرائيلي في الحرب على غزة؛ بما يؤكد حقيقة الدور الأمريكي كشريك كامل للعدو الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي ضد مليوني إنسان في قطاع غزة.
وتهيب جماعة "الإخوان المسلمون" بالدول والحكومات والمجتمع الدولي ومنظماته كافة؛ للعمل الجدّي على وقف القتال في قطاع غزة، وتفعيل قرارات وقف إطلاق النار التي صدرت من مجلس الأمن والأمم المتحدة، وتدارك المآسي الإنسانية، ومعالجة الآثار التي خلفها العدوان الوحشي الإسرائيلي على مدار أكثر من عام.
وتناشد الجماعة الدول العربية والإسلامية ذات الثقل لاستخدام أوراق الضغط -وبيدها الكثير- للوصول إلى سلام عادل على أرض فلسطين أو دعم كامل للمقاومة، كما تفعل أمريكا في الدفاع عن الكيان. فالدور العربي والإسلامي من أجل تحرير فلسطين؛ فرض بموجب الشريعة الإسلامية، وحق بموجب القانون الدولي لقضية عادلة.
إن تحرير فلسطين الكامل مسألة وقت، والفائز من يدرك دوره ويؤدى واجبه، وإن التخلف عن نصرة إخواننا في هذا الوضع المؤلم؛ هو أمر لا يرضى عنه الله تعالى، ولن يغفره التاريخ، ولن تنساه الشعوب الحرَّة في يوم من الأيام.
ونناشد الشعوب أن تؤدي واجبها، وتؤدى دورها؛ أفرادا وجماعات وأحزابا ونقابات وبرلمانات وحكومات؛ بالتعبير عن الغضب وإدانة العدوان، والضغط على الحكام؛ لاتخاذ مواقف عملية، من شأنها وقف المذابح والتهجير القسري ضد أهل القطاع. وعلى كل أحرار العالم استعادة الحراك الجماهيري المندد بالجرائم ضد الإنسانية، والمطالب بفك الحصار ووقف إطلاق النار في هذه المرحلة الخطيرة من عمر القضية الفلسطينية.
أسامة سليمان
المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمون
الأربعاء 25 جمادى الأولى 1446هـ؛ الموافق 27 نوفمبر 2024م