

أنا عائدٌ
شعر: محمد عبده
أنا عائدٌ نحو الشَّمال و صــــــــــامدٌ | أرضِي بغــــــــــــــــزَّةَ لا أريدُ بديلا | |
أنا عائدٌ و معي اليقينُ مصابــــــــرٌ | و كفي بربِّي ناصراً و وكيـــــــــــلا | |
أنا عائدٌ رغم الدمار و صامـــــــــــدٌ | لا أرتضي غير الجهاد سبيــــــــــلا | |
أنا عائد رغم الجـــــــــراح مرابطٌ | لن أقبل التهجير و الترحيـــــــــــلا | |
أرضي بها عزٌّ و مجــــــــــــدٌ طالما | قد ورَّثته الجيلٌ ثم الجيــــــــــــــــلا | |
تلك الجموع الى الشمال سيولُهــــا | والشوق يسبقهم إليه دليــــــــــــــلا | |
رغم العناء فكلهم مستبشــــــــــــــرٌ | و مكبِّرٌ و مهللٌ تهليـــــــــــــــــــــلا | |
الشوق يحدوهم هناك لــــــــــدارهم | ليقبِّلوا أطلالها تقبيــــــــــــــــــــــلا | |
هم سائرون كبارهم و صغارهـــــــم | طفلا و شيخا مرأةً و كهـــــــــــــولا | |
كلٌّ يغذ السير يحمل حاجـــــــــــــــةً | لا يطلبون توقُّفا و مقيــــــــــــــــــلا | |
مشيا على الاقدام لكن بعضهــــــــم | لا بأس يركب دابة و خيـــــــــــــولا | |
و كأنّهم في الحجّ كلٌّ قد ســــــــعى | يرجو هناك كرامةً و قبــــــــــــــولا | |
أنا عائدٌ يا قوم إني عائــــــــــــــــــد | لبناء غزة ربوة و سهـــــــــــــولا | |
رغم الدمار و رغم هدم ديــــارنا | سنعيد غزة شاطئا و نخيــــــــــــــلا | |
سنعيد غزة ترتدي ثوب الســـــــــنا | ثوب البهاء معطرا و جميــــــــــــلا | |
سنعيد مشفاها يطب جراحنــــــــــــا | يصف الدواء لمن يكون عليــــــــلا | |
سنعيد معهدها يربي جيلنـــــــــــــــا | ليرتِّلوا قرآننا ترتيــــــــــــــــــــــــلا | |
قد دمروا البنيان لكن عندنـــــــــــــا | الإيمانُ يعمرُ بكرة و أصيـــــــــــــلا | |
أبلغ ترمبا أبلغوا عمـــــــــــــــــلاءه | أنّا بغزة نرفض الترحيـــــــــــــــــلا | |
إنا هنا خط الدفاع لجارنــــــــــــــــــا | لو يحفظون إلى الجوار أصــــــــولا | |
نحن الفداء لجارنا فشعوبهم معنــــا | و لو كان الكبير عميــــــــــــــــــــلا | |
بلِّغ ترمبا أن غزة أهلَهـــــــــــــــــــا | لن يرتضوا غير الجهاد سبيـــــــلا | |
هي غزتي بها عزتي و عقيدتــــي | فلكيف أرحلُ كي أعيش ذليــــــــــلا | |
رغم الإبادة و اليهود بدعمكــــــــــم | كم نكلوا في أرضنا تنكيـــــــــــــــلا | |
أوما رأيتم كيف تصبـــــــــــــر غزة | مهما يكون العبء فيها ثقيـــــــــــلا | |
أوما رأيتم كيف يهرب جندهـــــــــم | جند اليهود محطما مخـــــــــــــذولا | |
لن تصبر الفئران أو عملاؤهــــــــــا | عند الوغى ضــــد الأسود طويــلا | |
كفكف غرورك يا ترمــب و لا تكــن | شبها لبايدن مجـــرما مخبـــــــــــــولا | |
دع عنك غزة فالقرار لأهلهــــــــــــا | لن يستشـــيروا غاصبا و دخيـــــــــلا | |
قد وقعوا ذاك القرار بصبرهــــــــــم | و دمائهم ما بدلوا تبديـــــــــــــــــلا | |
شهداؤنا ضحَّوْا هنا بشــــــرى لهم | قد عجلوا نحو العلا تعجيـــــــــــــلا | |
دع عنك غزة و انشغل بحرائـــــــق | في الغرب عندك قد شعلت فتيــــــلا | |
هددتنا بجحيم نار عندنـــــــــــــــــــا | فإذا الجحيــــــــم لديك كان مهولا | |
أرضي بغزة لا أريد بديـــــــــــــــلا | مهما أقاموا مأتما و عــــــويـــــــلا | |
تلك الحقيقة قد غدت مشهــــــــورة | ظهرالصباح فأطفأ القنديـــــــــــلا | |
* * * |