محمود عبد الحليم حسن
الرعيل الأوليعد الأستاذ محمود عبد الحليم أحد الرعيل الأول والذين عرفوا الدعوة منذ وقت مبكر وصاحبوا الإمام البنا حتى أنه يعد المؤسس الحقيقي للتنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين وأحد أشهر مؤرخيها.
الرعيل الأول
يعد الأستاذ محمود عبد الحليم أحد الرعيل الأول والذين عرفوا الدعوة منذ وقت مبكر وصاحبوا الإمام البنا حتى أنه يعد المؤسس الحقيقي للتنظيم الخاص لجماعة الإخوان المسلمين وأحد أشهر مؤرخيها.
ولد محمود عبد الحليم حسن في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة بشمال مصر في 20 سبتمبر 1917 م، والتي كان جده قد هاجر إليها، وكان لعمه تأثير كبير في تربيته.
التحق بمدارس رشيد الابتدائية، وأكمل تعليمه في مدرسة العباسية الثانوية نظام (داخلي) عام 1929 م، فكانت مرحلةَ إعدادٍ لشخصيته؛ حيث تعلَّم كيفية الاعتماد على النفس ومواجهة الحياة بكل شئونها، تخرج في كلية الزراعة جامعة القاهرة وعمل بعدها في مجالات عدة قريبة من تخصصه في مجال الزراعة.
فكان أول ما عمل بعد تخرجه مشروع ألبان في "مغاغة"، غير أن المشروع فشل، حتى أعلنت وزارة المالية عن طلب فارزين للقطن المصري، فاستشار الإمام البنا فأشار عليه بأن يتقدَّم لهذه الوظيفة، وفعلاً تم تعيينه في مصلحة القطن بدمنهور، كما عمل فترة في شمشيرة التابعة لمركز فوة حتى عام 1946م.
صدر قرار بنقله إلى ديروط بأسيوط، ونشط بالدعوة هناك حتى أصبح مندوبَ مكتب الإرشاد في المنطقة الثالثة عشرة للإخوان المسلمين (منطقة المنيا)!!.
كان محبا لدينه منذ صغره فكون جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو ما زال طالبا في الثانوية، كما أنه تعرف على حزب الوفد قبل أن يقابل الشيخ طنطاوي جوهري في الأسكندرية.
تعرف على جماعة الإخوان المسلمين في بداية التحاقه بكلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1935م، ونشط وسط زملائه الطلبة يبلِّغهم الدعوة، واستطاع أن ينشر الفكرة الإسلامية، ويغيِّر معالم الكلية؛ حيث أوجد بها مسجدًا للصلاة، وحثَّ الطلبة على ارتياده، ونجحت المحاولة .
بعد تخرجه أوكل له الإمام البنا بوضع أسس النظام الخاص لمواجهة الانجليز والتصدي للصهيونية وذلك عام 1941م.
ظل محمود عبد الحليم أحد قادة الدعوة، حتى صدر قرار بحلِّها في 8 ديسمبر 1948 م ومصادرة أملاكها واعتقال رجالها، فكان أحد الذين اعتُقلوا، حتى أفرج عنه مع إخوانه بعد إقالة وزارة إبراهيم عبد الهادي، وعمل مع إخوانه على عودة شرعية الجماعة، وتم ذلك، وافتُتح المركز العام وانتُخب المستشار الهضيبي مرشدًا عامًّا للإخوان المسلمين في 17 أكتوبر 1951 م.
وظل محمود عبدالحليم في الهيئة التأسيسية، وقد حضر كل التطورات التي مرَّت بالجماعة والأزمات في هذه الفترة حتى قامت ثورة 23 يوليو 1952 م، وشارك فيها الإخوان بتأمين المنشآت، واستقرت الثورة، غير أن قادتها تنصلوا للإخوان المسلمين وعملوا على تقليصها، فما كان من عبد الناصر إلا أن أصدر قرارًا بحل الإخوان المسلمين ، ثم أتبعه باعتقال قادتها يناير 1954م.
في 15 يناير1954 م، اعتُقل محمود عبدالحليم من مقر عمله بمحلج القناطر الخيرية، وحُبس في السجن الحربي، وبعد أسبوع نُقل إلى معتقل العامرية بالإسكندرية، وظل بالمعتقل حتى أفرج عنه مع إخوانه في مارس من نفس العام.
نقله عبد الناصر لقنا، رغم دوره في الهيئة التأسيسية للإخوان ووساطاته بين الإخوان وعبد الناصر، بل إن عبد الناصر اعتقله بعد حادثة المنشية من جرجا وسيق إلى السجن الحربي؛ حيث ذاق من العذاب ألوانًا على أيدي رجال الثورة حتى أفرج عنه في 26 يونيو 1956م.
وتسلَّم عمله مرةً أخرى في الإسكندرية، غير أنه ظل مراقبًا طيلة السنين حتى هبَّ عام 1965 م بما يحمله بين جنباته من محن، فاعتُقل وزُجَّ به في غياهب سجن أبو زعبل، ثم نُقل إلى سجن مزرعة طرة، وأفرج عنه أفرج عنه في 27 ديسمبر 1965م.
عكف على تأليف كتاب الإخوان المسلمون احداث صنعت التاريخ وعاش بعدها سنوات طويلة حتى توفاه الله في يوليو 1999م.