الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

محمد حلمي نور الدين

الرعيل الأول


محمد حلمي نور الدين

عضو مكتب الإرشاد

مواليد القاهرة

مدير المستخدمين بمشروعات الري وزارة الأشغال 

{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}(فاطر:28)، بهذا الوصف الرباني الذي وصف به الله عباده العلماء حيث جعل أرقى صفة لهم الخشية من الله تعالى، وعلى ذلك عاشوا وعليها ماتوا، ولقد رحل عنا الكثير من العلماء في هذا الزمان. 

مسيرة حياة

ولد في مدينة القاهرة في أواخر القرن العشرين، والتحق بالتعليم وعمل بتفتيش الري بالجيزة، كمدير المستخدمين بمشروعات الري وزارة الأشغال.

صلته بالإخوان

كان بيت الأستاذ محمد حلمي نور الدين بيت مبارك حيث التحق بركب الإخوان والتحق معه أبناءه بهذا الركب ومنهم ابنه الأستاذ عباس نور الدين الذي كان طالبا في الجامعة عام 1930 واعتمد عليه الإمام البنا ضمن طلبة الإخوان الذين انتشروا في الشعب لنشر دعوتها، حيث انتدبه الأستاذ البنا في مهمة التدريس في مدرسة الإخوان بمغاغة التي افتتحت لمواجهة مدارس التبشير.

تعرف نور الدين على عبدالرحمن البنا (شقيق حسن البنا) من خلال جمعية الحضارة الإسلامية التي تكونت عام 1929م والتي سرعان ما انضمت لجماعة الإخوان المسلمين في نفس العام وتصبح إحدى شعبها، وينضم معها الأستاذ نور الدين لركب الدعوة.

يقول حلمي نور الدين في مقالة بمجلة الدعوة تحت عنوان (كيف وصلت دعوة الإخوان المسلمين إلى القاهرة) ذلك: نحن في عام 1348هـ / 1929م، وقد شرفني الله بالانضواء تحت لواء جمعية الحضارة الإسلامية جنديًا مغمورًا، وكان الأستاذ عبد الرحمن البنا قطب رحاها وعمود فسطاطها، ينصره فيها شقيقه الأستاذ محمد البنا، ومعهما الناشئ في طاعة الله محمد أسعد الحكيم وبعض الشباب الطاهر، وأخذنا نطوف أنحاء القاهرة ونجوب أحياءها يدوى صوتنا فيها ويملأ وعظنا نواحيها، ما تركنا مسجدًا وما غادرنا منتدى إلا وقد أسمع الدعاة قول ربهم على هدى من الله، وأعلنا في صيف هذا العام عن محاضرة عنوانها "الإسلام أس السعادة"، وحضرت مبكرًا وجلست بعد تنسيق المقاعد أستمع إلى المحاضر.. وانتهت المحاضرة، فقمت مهنئًا في إعجاب وتساءلت: مَن الرجل؟ فعلمت أنه الشهيد الكريم "حسن البنا" رئيس جماعة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، وخلصت بإخواني نجيًا لأعرف شيئًا عنه فعرفت، ورأينا أن نفنى أشخاصنا وتذوب جماعتنا في جماعة الإخوان المسلمين ما دام الإخوان في الإسماعيلية أكبر ثراء وأعز نفرًا، وما دام على رأسهم شاب عالم مجاهد، وإن في ذلك جمعًا للكلمة وتوحيدًا للغاية، وفاتحنا الشهيد البنا فهش للفكرة ورحب بالعرض، وأكبر همتنا، وطلب على الفور أن نتخذ دارًا نجعلها قبلة الناس، وذكر أن تلك أمنيته، وأن القاهرة عاصمة القطر، وأن دعوة الإخوان سيكون لها شأن وليس غير القاهرة مكان أصلح، فهي ملتقى الوافدين من الوجهين، وهى النهر وما حولها روافد، ووعد بالمساعدة ماديًا وأدبيًا.

وكان توفيقًا من الله، وفقنا إلى دار بشارع سوق السلاح، وعلم الله كم أنفقنا من وقت وجهد حتى وفد علينا فيها إخوة ما كنا لنظفر بهم لو لم تكن لنا الدار التي أشار علينا الشهيد باتخاذها، ولم تكن لنا دار مستقلة من قبل، ومن حق الذكرى أذكر المشايخ: فرغلي، والباقوري، ومحمد شريت رحمه الله، وأخويه أحمد وحامد، والشيخ الشعشاعي، والأستاذ البراوى، وغيرهم.

في مكتب الإرشاد

تشكل أول مكتب للإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بعد المؤتمر الأول لمجلس الشورى العام وذلك عام 1933م حيث تم اختيار الأستاذ محمد حلمي نور الدين في أول مكتب إرشاد للإخوان المسلمين واختير كأمين للصندوق.

وحينما انعقد مجلس الشورى العام الثاني للإخوان المسلمين في بورسعيد في 2، 3 من شوال 1352هـ الموافقين 19، 20 من يناير 1934م شارك فيه حلمي نور الدين كونه عضوا في المجلس وهو المجلس الذي أحدث تغيير في تكوين مكتب الإرشاد حيث زاد عدده إلى 10 أعضاء غير المنتدبين، وقد اختير الأستاذ محمد حلمي نور الدين أمينا للمكتب.

كما قرر المجلس إنشاء مطبعة للإخوان كشركة مساهمة تعاونية للطباعة، حيث شكل من الإخوان لجنة للإشراف عليها، ضمت فيها علي أفندي أبو زيد تهامي. "رئيسًا" وحضرة محمد حلمي نور الدين أفندي "أمين صندوق لجنة المشروع" وثلاثة من الأعضاء هم: "أسعد أفندي راجح، وعبد الرحمن أفندي الساعاتي، وأحمد أفندي السراوي".

وعقد مجلس الشورى العام الثالث  في عطلة عيد الأضحى بالقاهرة، يوم السبت 11 من ذي الحجة 1353هـ الموافق 16 من مارس 1935م وقد حضره حلمي نور الدين كعضو فيه حيث كلفه مجلس الشورى بمهام المساعد في المراقبة العامة وأمين صندوق المكتب وصندوق الدعوة. 

وحينما أنشأ الإخوان مجلة الإخوان المسلمين في يونيو 1933م كان الأستاذ نور الدين أحد الكتاب المهمين على صفحاتها.

وحينما تشكل مكتب الإرشاد بعد عام 1939م تولى الأستاذ محمد حلمي نور الدين مهمة الإشراف على شعب الإخوان عامة وشعب القاهرة خاصة.

كما عمد الإمام البنا 1940م إلى تشكيل عدد من اللجان العاملة بالمركز العام للإخوان المسلمين ومنها لجنة المنهاج الثقافي مهمتها وضع المنهج الثقافي للإخوان وقد تكونت من الأستاذ المرشد حسن البنا، ومحمد حلمي نور الدين، وعلوي عبد الهادي، وعبد المنعم فرج الصدة.

الاهتمام بالقضية الفلسطينية

ومن ضمن القضايا التي أولاها الإخوان اهتمامهم القضية الفلسطينية حيث شكلت هذه القضية على رأس أولوياتهم منذ نشأتها.

وما أن سمع الإخوان بتقرير القضية الفلسطينية، وقبل أن يعرضه وزير خارجية بريطانيا "إيدن" على عصبة الأمم رسميًا في 13/9/1937م اجتمع مكتب الإرشاد العام وقرر تأليف لجنة مركزية لاتخاذ ما يجب حيال العدوان على الوطن الفلسطيني، وقد انتدب لذلك حضرات السادة محمد بك عبد الرحمن عبده بك مختار، ومحمد حلمي نور الدين أفندي، ومحمد عطية أفندي، ومحمد حمص أفندي، وإبراهيم خطاب افندي، ومحمد ذهني أفندي، ومحمد عبدالله درويش أفندي، والسيد أسعد راجح أفندي، على أن تضم إليها من ترى من العاملين، حيث طالبت ببعض المطالب التي تخص القضية الفلسطينية.

صفاته

 كان الأستاذ نور الدين يتحلى بالثقافة العالية، فكان يحاضر في كتائب شباب الإخوان حيث يقول محمود عبدالحليم: وكان ذلك الشرح يطول أو يقصر حسب الأحوال، ثم كنا نتلقى درسا في الفقه على الأستاذ حلمي نور الدين ( رحمه الله ) ثم نجلس للعشاء ويقدم كل منا ما أحضره معه.

نور الدين والتربية

حينما أقر مجلس شورى الإخوان نظام الأسر التعاونية في ربيع الأول 1362هـ الموافق مارس 1943م، تشكلت لجنة عامة لهذا النظام التعاوني من المرشد العام بصفته وأربعة من أعضاء مكتب الإرشاد، وهم الأستاذ عبد الحكيم عابدين للمراقبة العامة، والأستاذ سالم غيث رديفًا للمراقب العام، والأساتذة أمين إسماعيل ومحمد الشريف وحلمي نور الدين وطاهر عبد المحسن مساعدين بصفة دائمة.

في الهيئة التأسيسية

حينما اجتمعت الجمعية العمومية للإخوان المسلمين عام 1945م حضرها كبار الإخوان الذين تشكلت منهم الهيئة التأسيسية للإخوان وقد حضرها الأستاذ محمد حلمي نور الدين ممثلا عن القاهرة.

وفي أول تشكيل للهيئة التأسيسية لهيئة الإخوان المسلمين من الأعضاء العاملين الذين سبقوا بالعمل لهذه الدعوة، تم اختيار الأستاذ محمد حلمي نور الدين عضوا فيها.

وقد تشكل بعدها مكتب الإرشاد عام 1945م حيث تم اختيار الأستاذ حلمي نور الدين عضوا في هذا المكتب.

في قسم الأخوات

اهتم الإمام البنا والإخوان بالمرأة منذ نشأة الجماعة حيث كونوا قسم خاص بالمرأة تولت رئاسته السيدة لبيبة أحمد قبل أن تغادر إلى الحجاز وتستقر هناك، فتشكل لهذا القسم لجنة من بعض الأخوات غير أنه تعرض لبعض المشاكل فيما بينهم، مما دفع الأستاذ حسن البنا بتشكيل لجنة للإشراف على قسم الأخوات من الإخوة صالح عشماوي وحلمي نور الدين ومحمد الحلوجي لإعادة النظر في القواعد التي يسير عليها القسم، وقد استقرت اللجنة على الشكل الآتي الذى اعتمده مكتب الإرشاد في حينه، وهو اسناد رئاسة القسم الفعلية إلى الأستاذ حلمى نور الدين، ووكالته إلى الأستاذ صالح عشماوي.

كما قام الأستاذ محمد حلمي نور الدين بإلقاء درسا للأخوات في شعبة حلوان بمسجد الشربيني في الساعة الثالثة بعد الظهر "عن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم.

ظل حلمي نور الدين مشرفا على قسم الأخوات المسلمات على الرغم من كونه خرج من تشكيل مكتب الإرشاد الأخير عام 1948م وقبل حل الجماعة واغتيال مؤسسها حسن البنا، إلا أنه ظل أيضا عضوا بالهيئة التأسيسية.

محنة 1948

اعتقل ضمن من اعتقل في سجن الهايكستب مع بعض إخوانه حيث كان قويا في دعم الشباب الموجودين في السجن، حيث يقول الشيخ أحمد الشرباصي في مذكراته: أراد المشرفون علينا السخرية بنا، فأقبل ضابط وأمرنا نقف صفا أمام البناء " ليتمم علينا " ولم يحدث هذا من قبل، وجعل " حضرة الضابط الشهم الهمام " ينهى ويأمر، في تعال و تحكم، واستخفاف واهانة، وكان مراده التحرش وانتهاز الفرصة للاحتكاك، وتباطأ أحد المعتقلين عن الانتظام في الطابور، فأخذ الضابط يسب ويشتم، وعز ذلك على الأستاذ الكبير الحاج محمد حلمى نور الدين، فصرخ في الأخ المتباطئ ليسارع بالانتظام، ابقاء على كرامة الكبار من المعتقلين، ثم لم يملك الحاج حلمى نور الدين دموعه.

وخرج من المحنة مع إخوانه وعاد إلى جماعته مرة أخرى حيث شهد معهم ومن خلال عضويته في الهيئة التأسيسية أحداث جسام سواء على المستوى الداخلي للجماعة في اختيار خليفة للأستاذ حسن البنا أو على المستوى المحلى من الإعداد لثورة 23 يوليو والمشاركة فيها، وأيضا محنة الجماعة التي وقعت بينها وبين عسكر الثورة.

فتنة مكتب الإرشاد والنظام الخاص 1953م

حينما وقعت أحداث فصل عدد من قادة النظام الخاص وعلى رأسهم عبدالرحمن السندي، كان محمد حلمي نور الدين مع الفريق المطالب بالتهدئة سواء مع هذه العناصر أو مع عبدالناصر.

وكان ضمن الفريق الذي زار عبدالناصر حينما اشتدت الأحداث حيث يذكر محمود عبدالحليم قوله: ورجعنا بعد ذلك إلي الاجتماع فطلبت إلي الإخوة الحاضرين أن يختاروا من بينهم وفدًا يمثلهم في مقابلة جمال عبد الناصر – رئيس الحكومة آنذاك – في بيته صباح الغد فاختاروا من بينهم الأخوة: الدكتور خميس والأستاذ عمر التلمساني والدكتور عثمان نجاتي والأستاذ حلمي نور الدين والشيخ أحمد شريت ومحمود عبد الحليم. وبتنا جميعًا تلك الليلة عند الأخ محمد جودة .. وأصبحنا حيث وافانا السيدان الطحاوي وطعيمة وتناولا معنا طعام الإفطار. ثم اتجه الوفد في رفقتهما إلي منزل جمال عبد الناصر في منشية البكري حيث التقينا به في الساعة التاسعة صباحًا، وذلك من أجل التوصل إلى اتفاق يزيل أسباب الصدام حول مسألتي اتفاق الجلاء والنظام الخاص.

ومع اشتداد الأزمة وفي يوم 21 أكتوبر 1954م، عقد اجتماع مشترك لمكتب الإرشاد وأعضاء الهيئة التأسيسية المنحلة تحت رئاسة الدكتور محمد خميس حميدة، في المركز العام، حيث شهد مناقشات واشتباكات حامية بين المعارضين لعبد الناصر، والمؤيدين للتفاهم معه، وأسفر عنه عدة قرارات أعلنها الدكتور محمد خميس حميدة تنص على ما يلي:

ضم كل من محمد حلمي نور الدين، ومحمد الخضري، ومحمد أسعد جودة، ومحمد فتحي الأنور، ومحمد عبد السلام فهمي، (وهم جميعا من أعضاء الهيئة التأسيسية المنحلة ومن أنصار الدكتور خميس) إلى مكتب الإرشاد المؤقت.

حادثة المنشية ومحنة الإخوان

غير أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث وقع حادث المنشية يوم 26 أكتوبر 1954م وتم اعتقال جميع قادة الإخوان المسلمين سواء من مكتب الإرشاد أو الهيئة التأسيسية وقدموا للمحاكمات ثم السجن.

وفاته

كان الأستاذ حلمي نور الدين ضمن مجموعة محمد خميس حميدة المطالبة بالتهدئة لكنها لم تستطيع تحقيق ذلك على أرض الواقع، حتى وقعت محنة 1954م واعتقل جميع قادة الإخوان المسلمين لكن لم تذكر أي مصادر تؤكد اعتقال الأستاذ نور الدين. ويبدو أنه توفى في عهد عبدالناصر. 

المصادر

  1. محمود عبدالحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، دار الدعوة للنشر والتوزيع، الإسكندرية، 1999م.
  2. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2001م.
  3. أحمد الشرباصي: مذكرات واعظ أسير، مطبعة دار الكاتب العربي- القاهرة، طـ1، 1952/1371هـ.
  4. موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي).