الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

أحمد عز الدين أحمد محمد الغول

شخصيات قيادية


الصحف ليست إلا مرايا كبيرة تعكس العالم، والصحفي هو مرآة العالم بنقل الحقيقة في أكثر صورها، فواجبه هو خدمة قرائه والجمهور الأوسع، وليس المصالح الخاصة للمالك. وفى سعيه وراء الحقيقة، عليه أن يكون على استعداد لأن يقدم تضحيات، إذا كان هذا في الصالح العام. وينبغي أن تكون نزيها وحر ومحايد في نظرته إلى الأمور العامة وإلى الشخصيات العامة، وهكذا عاش الصحفي أحمد عزالدين على هذه المبادئ حتى نال مكانة لدى زملاءه الصحفيين ولدى القراء في مصر والعالم العربي.

نشأته

في صعيد مصر وخاصة في مركز المنشاة؛ محافظة سوهاج، ولد أحمد عز الدين أحمد محمد الغول في 8 أكتوبر 1954م لأسرة متدينة سعت إلى تربيته التربية الإسلامية، حيث بدأ حياته في كتاب القرية قبل أن يلتحق بمراحل التعليم المختلفة، ليتخرج في كلية اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، واتجه بعدها للعمل الصحفي منذ تخرجه.

التحق بالجيش ليخدم كضابط احتياط الدفعة 38، وبعدها تزوج ولديه 4 أبناء أكبرهم آلاء خريجة كلية التجارة جامعة القاهرة- متزوجة؛ وعمر خريج كلية الهندسة قسم اتصالات؛ وتسنيم وأسحار.

المدرسة الإسلامية الصحفية

يعد الأستاذ صالح عشماوي رائد الصحافة الإسلامية في العصر الحديث حيث كان رئيسا لتحرير مجلة الإخوان المسلمين في الثلاثينيات والأربعينيات ثم مجلة الدعوة، وهي المجلة التي التحق بها أحمد عز الدين وعمل بها تحت إدارة الأستاذ صالح عشماوي والذي نهل منه مفهوم الصحافة الإسلامية.

كان أحمد عز من شباب الحركة الإسلامية في السبعينيات، وهو ما أهله للمكانة العالية وسط إخوانه منذ تخرجه، حيث بدأ حياته العملية عام 77 مترجمًا في الإذاعة بالنشرات وحتى عام 80 ثم سافر للعمل مترجمًا في السعودية؛ ثم عاد لمصر حيث شق طريقه في عالم الصحافة في عدة صحف ومجلات منها لواء الإسلام جريدة الشعب التي عمل بها مديرًا للتحرير؛ ثم سافر إلى الكويت عام 97 ليتولى منصب مدير تحرير مجلة المجتمع؛ ثم عاد لمصر في 2004م حيث كان نزيل سجون مبارك دائما.

في وجه الطغيان

ما إن عاد إلى مصر واستقر به الحال حتى تفاجأ بقوات الأمن تقتحم عليه بيته وتعتقله ليقضي ثلاثة أشهر خلف القضبان حتى أفرج عنه في يناير 2005م، وكان في انتظاره من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين المصريين إبراهيم حجازي- وكيل النقابة، وصلاح عبد المقصود – وكيل النقابة الثاني - وأحمد موسى عضو المجلس وذلك بعد وساطة رئيس اتحاد الصحفيين العرب "إبراهيم نافع".

وفي تصريحات له عقب خروجه؛ قال عز الدين إنه يتعجب من اعتقاله بعد أيام قليلة من عودته من الكويت، دون أن يكتب كلمةً واحدةً، ودون إبداء أي سبب منطقي لهذا الإجراء التعسفي، منتقدًا اعتقاله بسبب انتمائه إلى جماعة (الإخوان المسلمين) التي يعرف منهجها وفكرها القاصي والداني!.

ولم يستمر طويلا بالخارج ففي فجر يوم الخميس 14/12/2006م تم اعتقاله ضمن 40 شخصا من الإخوان، وأحيلوا إلى المحاكمة العسكرية على إثر أحداث العرض التمثيلي لجامعة الأزهر.

كان أبرز ما فضحه أحمد عز الدين منظومة الفساد في مصر، وخاصةً فساد نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق يوسف والي، وهو ما تسبب له في العديد من الاعتقالات.

كان لمكانته بين الصحفيين أن طالب نقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد و2000 صحفي وقفوا على سلالم النقابة بالإفراج عن أحمد عز، حيث وقَّع مكرم مع ألفي صحفي آخرين على وثيقةٍ تضامنيةٍ تُطالب بخروج الزميل أحمد عز الدين المعتقل بسجن مزرعة طرة من المسرحية الهزلية، والتي يُحاكم على إثرها.

وجمع الصحفيون ألفي توقيعٍ من أعضاء الجمعية العمومية؛ حيث أعلنوا رفضهم اعتقال أي زميلٍ لهم على خلفيةٍ فكريةٍ أو انتماءٍ سياسي.

وطالب الموقعون النقيب الجديد ومجلس نقابتهم المنتخب بالتحرك لمساندة عز الدين في قضيته، والضغط على النظام للإفراج عنه، معلنين تضررهم من قرار شطبه من قوائم الترشيح.

في هذا الوقت كانت تجرى انتخابات مجلس نقابة الصحفيين فتقدم الإخوان بأسماء المرشحين الإخوان لعضوية مجلس النقابة وكانوا أحمد عزالدين ومحمد عبدالقدوس وصلاح عبدالمقصود وهاني مكاوي، وذلك قبل أن تستبعد اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات أحمد عز الدين من الكشوف النهائية للمرشحين، متهمين وذلك بتواطؤ الأجهزة الأمنية وأنها خلف هذا القرار.

ومن أبرز الموقعين على حملة التضامن مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين ومنافسه رجائي الميرغني، وأسامة سرايا رئيس تحرير "الأهرام"، وأنور الهواري رئيس تحرير "الوفد"، ومصطفى بكري رئيس تحرير "الأسبوع"، وحمدي رزق وأحمد موسى وضياء رشوان الخبير بمركز "الأهرام" للدراسات السياسية والاستراتيجية، ووائل الإبراشي رئيس تحرير "صوت الأمة"، وسعد هجرس مدير تحرير "العالم اليوم"، وحازم منير مدير تحرير مجلة "روزاليوسف"، وياسر رزق رئيس تحرير "الإذاعة والتليفزيون"، وإبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لـ"الدستور"، وعبد المحسن سلامة عضو مجلس نقابة الصحفيين، وأحمد طه النقر وعباس الطرابيلي، والكاتب يوسف القعيد، وحمدين صباحي رئيس حزب الكرامة تحت التأسيس وغيرهم.

كما أقامت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصرية ندوةً تحت عنوان (دفاعًا عن الكاتب الصحفي أحمد عز الدين) يوم الثلاثاء الموافق 17/7/2007م للتضامن مع الصحفي المعتقل، والمحال إلى محكمة عسكرية.

وقد تعرض أحمد عز الدين للإصابة بانزلاق غضروفي داخل المعتقل بسجن طره حتى أنه كان يذهب للنيابة محمولا على الأيدي ومع ذلك لم ترع النيابة ذلك رغم أن التهم ملفقة، حيث ظل في السجن ما يزيد عن العام حتى برأته المحكمة.

وحينما توفيت والدته أثناء محاكمته في يوم الجمعة 23/3 /2007م أُذن لأحمد عزالدين بحضور عزائها.

وبعد أحداث 3 يوليو والانقلاب على الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي توسعت سلطات الانقلاب في اعتقال أفراد الشعب المصري من مهندسين وصحفيين وغيرهم، ولم يسلم الأستاذ أحمد عزالدين من الاعتقال حيث اعتقل يوم الثلاثاء الموافق 28 يناير 2014م حيث أودع في سجن التحقيق وقضى في عنبري 4 و 3 فترة حبسه، وظل قيد الحبس الاحتياطي لما يقرب من 14 شهرا حتى أفرج عنه بكفالة 5 آلاف جنيه يوم 13 فبراير 2015م.

وفاته

ظل الأستاذ أحمد عز الدين يصارع المرض منذ خرج من السجن حتى توفاه الله فجر يوم السبت الموافق 14 ربيع الأول 1441هـ/ 31 أكتوبر 2020م، عن عمر ناهز 66 عاما.

ومما كتبه عنه زملاءه الصحفيين: دؤوب في المهنة، مثابر في العمل، عنيد في الحق، لا يغضب إلا لله، ويصفو بأسرع مما يغضب.. يتحصن بالقرآن، ويتعفف بعزة المتدين وشهامة الصعيدي.. يُعرض عن الجاهلين، وينصر المظلومين، وييسر قدر طاقته وماله عن بعض المعسرين.. عقليته حاسوبية وقدراته التحريرية واللغوية تدعو للإعجاب.

حريص على حصول الصحفيين على حقوقهم المادية قبل أن تجف أقلامهم، دقيق في تذكر ما عليه وما له، كريم مع إخوانه وزملائه، حاسمٌ مع مرؤسيه بلا عنجهيةٍ أو شبهة تكبر أو تجبر.. يسعى في مصلحة الصحفيين حتى في غير مجال المهنة.

وكتب رجل الباسل عنه بقوله: كان يمكن لـ"عز الدين" أن يكون مثل شبابٍ كثيرين تخرجوا من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عندما كان- ولا زال إلى حدٍّ ما- الخريجون منها أقليةً في وسط أقرانهم من الكليات الأخرى بأن يسعى للبحث عن وظيفةٍ في مؤسسة حكوميةٍ رسميةٍ، ويستمر بها ويكتم أفكاره ويسعى إلى التسلق عبر الاستفادة من الرصيد المعرفي والفكري الذي يتحصل عليه خريجوها في خدمة الاستبداد والفساد كما فعل البعض، ولكنه اختار أن يكون مدافعًا عن الحريات.