الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

محمود أبو رية

الرعيل الأول


وُلد محمود أبو رية في 22 فبراير 1922 م، بقرية ميت خميس مركز المنصورة محافظة الدقهلية، وتُوفيت والدته وهو لم يزل صغيرًا في المهد فتولى رعايته والده، والذي حرص على تعليمه حتى حصل على التوجيهية عام 1942م، وبعد حصوله على التوجيهية اتجه صوب القاهرة لتكملة دراسته في الجامعة وللبحث عن عمل ينفق منه على نفسه، فعمل كأمين مخزن في الجيش البريطاني بالقاهرة

تعرف على الإخوان من خلال محاضرات الدكتور محمد خميس حميده بالمنصورة، لكنه انتسب للجماعة أثناء دراسته بالقاهرة بشعبة العباسية.

واختير عضوًا في النظام الخاص، وكلِّف بعدها ليكون حارسًا للإمام البنا، حتى اندلعت الحرب الفلسطينية فكان يساعد في جمع السلاح من الصحراء للمجاهدين.

اعتُقل عام 1948 م، وزُجَّ به في قسم الوايلي ثم معتقل الهايكستب ثم معتقل الطور، وظل هنالك 8 شهور، ثم أفرج عنه ضمن الدفعة الأولى أول يوم العيد عام 1949 م.

بعد خروجه كلَّفه الإمام الهضيبي بإعادة تنظيم الإخوان بمحافظة القاهرة ، فتحرَّك بحذَر، وأخذ يتصل بأهل الثقة، حتى كوَّن أربع مناطق في القاهرة "غربًا وشرقًا وشمالاً وجنوبًا"، وأخذ يتابع الأسر التربوية فيها، غير أنه تم نقله من عمله إلى العريش، وهناك عمل مع إخوانه، لكنه استقال من العمل في الجيش، وأسس شركةً للأدوات الكتابية والمنزلية حتى يتفرَّغ للدعوة في منطقة العباسية التي كان مسئولاً عنها.

وبعد ثورة يوليو اعتُقل أبو رية عقب مظاهرة الشهيد عبدالقادر عودة ، في فبراير 1954 م لمدة شهر؛ حيث معتقل روض الفرج ، ثم معتقل العامرية ، ثم أفرج عنه في أواخر مارس 1954 م. لكن القى القبض عليه يوم 28 أكتوبر 1954 بعد حادثة المنشية وعذِّب أبو رية تعذيبًا شديدًا في السجن الحربي؛ حيث تمَّ صلبه على "العروسة" ودُهِسَ بالأقدام وحُكِمَ عليه بالأشغال الشاقَّة المؤبَّدة؛ فأصيب والده بالعمى الفجائي بعد سماع الخبر.

خرج أبو رية من السجن عام1974 م، وعمل لمدة سنة في المنصورة بإحدى الجمعيات التعاونية، ثم انتقل للقاهرة وعمل في الجامعة العربية حتى أُحيل إلى المعاش. فكلفه الأستاذ التلمساني بإعادة تنظيم إخوان القاهرة من جديد.

ظل ينظِّم العمل لمدة 6 سنوات في القاهرة من سنة 1976 م إلى سنة1982 م؛ حيث اعتُقل على إثر معرفة أمن الدولة برحلة شبابية في المقطَّم، وتم القبض عليهم وضغطوا عليهم ووصلوا لمسئولهم أحمد توفيق الذي اعترف تحت ضغط العذاب وتهديد الأمن له بالإتيان بأهل بيته عرايا؛ فاعترف أن محمود أبورية هو المسئول، فاعتُقل أبو رية لمدة أربعة أشهر.

وبعد خروجه عاد للمنصورة؛ حيث عمل أمينًا لمخازن دار الوفاء للطباعة والنشر لمدة 11 سنةً من 1984 وحتى 1995 م، وأصبح مسئولاً عن محافظة الدقهلية ، وظل كذلك حتى اعتُقل عام 1995م وقدم للمحاكمة العسكرية التي حكمت عليه بـ3 سنوات وبعد خروجه ورغم كبر سنه إلا أنه نشط في تربية الإخوان حتى تُوفي في 14 يوليو عام 2004 م عن عمرٍ يناهز 82 عامًا.