عبد العزيز عطية
الرعيل الأولولد عبدالعزيز عطية في محافظة الإسكندرية عام 1894م، حيث ألحقه بمراحل التعليم التي كان متفوقا فيها حتى تخرج معلما، حتى أصبح ناظرا لمدرسة المعلمين بدمنهور، ثم مراقبا بوزارة المعارف
- تاريخ الوفاة : 1976-11-20
الرعيل الأول
عبد العزيز عطية عضو مكتب الارشاد
مواليد الإسكندرية
المؤهل: مدرسة المعلمين بدمنهور
العمل مراقبا بوزارة المعارف
تاريخ الميلاد: 1894
الوفاة: 20 نوفمبر 1976
دفن بمدافن سيدي بشر بالإسكندرية.
تاريخ الوفاة: خلق الله الحياة لتكون ساحة اختبار لعباده فمنهم شقي وسعيد، ولقد عرف قليل منهم طبيعة هذه الحياة فعاشها لله، وضحي في سبيله بالكثير طمعا فيما عند الله.. ومن هؤلاء الأستاذ عبدالعزيز عطية.
نشأته
ولد عبدالعزيز عطية في محافظة الإسكندرية عام 1894م، حيث ألحقه بمراحل التعليم التي كان متفوقا فيها حتى تخرج معلما، حتى أصبح ناظرا لمدرسة المعلمين بدمنهور، ثم مراقبا بوزارة المعارف.
معرفته بالأستاذ البنا
كان حسن البنا طالبا في مدرسة المعلمين بدمنهور والتي كان وقتها الأستاذ عبدالعزيز عطية مدرسا فيها، حيث أعطى البنا بعض مواد التربية العملية وكان مدرسه والتي تنبأ له بالخير وحثه على استكمال تعليمه ولا يتوقف عند المعلمين.
يقول الأستاذ البنا في مذكراته: ولا زلت أذكر أن الأستاذ عبد العزيز عطية، وقد كان يدرس لنا التربية العملية، وقد أجرى لنا اختبارا شهرياً فأعجبته إجابتي فكتب على الورقة أحسنت جداً ولو كان هناك زيادة على النهاية لأعطيتك، وحجز الورقة بيده عند توزيع الأوراق، ثم طلبني وسلمها إلى وزودني بكثير بن عبارات النصح والتشجيع والحث على القراءة والمطالعة، واختصني بتصحيح بعض بروفات كتابة (المعلم في التربية) الذي كان يطبع إذ ذاك بمطبعة المستقبل بدمنهور.
انتسابه للإخوان
كان الأستاذ عبد العزيز عطية في سن الخامسة والثلاثين حينما ألف حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين، إلا انه مع انتشار الفكرة وبلوغها البحيرة والإسكندرية أمن بها الأستاذ عبد العزيز عطية، وأصبح أحد رجالاتها خاصة أنه أشرك حسن البنا وهو طالب في مراجعة أحد كتبه.
يقول فتحي عبد الحميد في كتابه قضية الشهيد الإمام حسن البنا: ولقد كان الأستاذ عبد العزيز عطية المراقب بوزارة المعارف ورئيس الإخوان بالإسكندرية أستاذا للطالب حسن البنا في مدرسة المعلمين بدمنهور فظل تعلقه به وافتتانه بأدبه مستقرا في أعماق نفسه محتفظا له بالمكان الأول في قلبه بعد أن انقطعت الصلة سنوات عديدة تجاوز العشر بين التلميذ والأستاذ بسبب الانتقالات بين المدارس والبلاد حتى إذا لمع اسم التلميذ حسن البنا عمل على اللحاق بدعوته سعيدا أن يدخل في جنود الدعوة التي يقودها أحد تلامذته.
التربية الحية
ما وجد الإمام البنا في حفل أو اجتماع شهده الأستاذ عبد العزيز عطية إلا شهد الناس جميعا أكمل آيات الفضل يتنافسها الرجلان حسن البنا يحرص على أن يقدم أستاذة عبد العزيز ويؤثره بالصدارة وعبد العزيز عطية يأبى إلا أن يعلن اعتزازه بمكان الجندية بين يدي تلميذه.
كان عبدالعزيز عطية نموذجا فريدا تربى في مدرسة الإخوان المسلمين وعاش وسطها، فكانا معلما حقا لكثير من الإخوان.
ولقد اهتمت الجماعة بتربية الأفراد، ورعايتهم منذ الصغر، فقد كتب الأستاذ عبد العزيز عطية تحت عنوان نظرات في التربية، بين فيها المراحل الصحيحة للتربية الصحيحة قبل اختيار الأخ المسلم للزوجة، والشروط الواجب توافرها في اختيار الزوجة والواجبات التي تتخذ نحو الطفل منذ كون جنينا ثم مرورا بكل المراحل.
عضوا في مكتب الإرشاد
في 14 من المحرم عام 1367هـ الموافق 27 من نوفمبر 1947م اجتمعت الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين واتخذت عدة قرارات منها: اعتماد نتيجة انتخاب أعضاء مكتب الإرشاد والتي أسفرت عن اختيار الأستاذ عبدالعزيز عطية ضمن تشكيلة مكتب الإرشاد الجديدة.
وحينما تشكلت الهيئة التأسيسية في سبتمبر من عام 1947م تم اختيار الأستاذ عبدالعزيز عطية ليكون احد أعضائها
عبدالعزيز عطية والهضيبي
كان الأستاذ عبدالعزيز عطية أحد قادة الإخوان فحينما صدر قرار بحل الجماعة في 8 ديسمبر 1948م عمل مع إخوانه على عودتها حتى فجع باستشهاد الإمام البنا، غير أنه أمن بأن الدعوة دعوة ربانية وليست دعوة أفراد.
وحينما عادت الجماعة بقرار من المحكمة والتي ألغت قرار الحل عام 1951م اتجهت أنظارهم لاختيار مرشد جديد، وحدث بعد الاختلاف أن استقر الرأي على اختيار الأستاذ الهضيبي والذي رفض تولى المنصب لاعتبارات لديه .
ولقد توجه عدد من قادة الإخوان من مختلف المحافظات إلى مدينة الإسكندرية وكان الوقت صيفا وكان الأستاذ الهضيبي يقيم في منزل بالمندرة، وكان عدد الإخوان هؤلاء غير قليل فقد كانوا نحو العشرين من بينهم الأستاذ عبد العزيز عطية والشهيد عبد القادر عودة والأستاذ محمود عبد الحليم والشهيد يوسف طلعت والدكتور عبد العزيز كامل .
وقد ذهبوا جميعا إلى الأستاذ الهضيبي واستقبلهم هو وأبناؤه بالترحاب ثم أخذوا في الحديث معه فتكلم الأستاذ عبد العزيز عطية والشهيد عبد القادر عودة وشرحا الظروف المحيطة بالدعوة وشدة حاجتها إلى قيادة وتحدث كثير من الحاضرين من مختلف المحافظات معبرين عن رغبة إخوانهم في قيادته.
التخطيط للثورة
شارك الأستاذ عبدالعزيز عطية مع عدد من إخوانه أمثال عمر التلمساني ومحمد حامد أبو النصر وغيرهم وعدد من الضباط الأحرار أمثال جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وصلاح سالم شاركهم التحضير لثورة 23 يوليو، حيث عقدت عدد من الاجتماعات والتي انتهت بالاتفاق على مشاركة الإخوان في الثورة مقابل عودة الجيش لثكناته بعد نجاحها وإطلاق الحريات وإجراء الانتخابات البرلمانية، حتى نجحت بالفعل.
فتنة النظام الخاص
وحينما حدثت فتنة قادة النظام الخاص مثل عبدالرحمن السندي ومحمود الصباغ وغيرهم وبعض أعضاء مكتب الإرشاد صالح عشماوي ومحمد الغزالي وغيرهم شكلت الهيئة التأسيسية لجنة للتحقيق مع أعضاء الهيئة.
يقول محمود عبدالحليم: وقد أحال المكتب إليها الأمر مبينًا وجهة نظره ، ومستعدًا لتقبل قضائها في هذا الأمر .
ولكن الموقعين علي البيان رفضوا أن يتحاكموا إلي اللجنة ؛ زاعمين في بيان نشروه بالصحف أن مكتب الإرشاد الذي أحالهم إليها يعتبر طرف خصومة ، مدعين في مكابرة عجيبة أنه لا يملك الفصل في القضية علي هذا الوجه إلا الهيئة التأسيسية ، ولو أخذ إليها من المكتب ، وبذلك لا يملك المكتب أن يؤدي أمانته في إحالة ما يراه للتحقيق ، ولا تملك اللجنة أن تباشر اختصاصها في التحقيق علي نحو ما أشارت إليه في تقريرها الفياض وبعد أن استمعت إلي شهادة الشهود ومنهم الأستاذ عبد العزيز كامل والأستاذ الشيخ محمد فرغلي .
ولذلك مضت اللجنة في عملها فرأت أن التهمة بالنسبة لهؤلاء ثابتة ، والأدلة قائمة .
مكتب إرشاد في وجه العاصفة
في ديسمبر سنة 1953م أجريت انتخابات مكتب الإرشاد الثاني في عهد الأستاذ/ حسن الهضيبي حيث أسفرت نتيجة الانتخاب علي اختيار الأستاذ عبدالعزيز عطية ضمن تشكيلة المكتب.
عبدالعزيز ولجنة الدستور
بعدما نجحت ثورة يوليو عمل الإخوان على تشكيل لجنة لوضع دستور يقدم كدستور للبلاد، وبالفعل اجتمعت الشعبة القانونية بجماعة الإخوان المسلمين في محاولة لعمل دستور يقدم لرئيس الجمهورية لعرضها على الشعب.
يقول إبراهيم زهمول في رسالته العلمية الإخوان المسلمين: ففي الوقت الذي اضطرب فيه مفهوم الحكم ونظامه لدى القادة الجدد تقدم الإخوان بمشروع دستور إسلامي مقترح للدولة المصرية صاغ مواده المرحوم الدكتور محمد طه بدوي ( توفى عام 1981 وكان أستاذا للقانون العام والعلوم السياسية بكلية التجارة جامعة الإسكندرية) عضو الشعبة القانونية وقد ناقشته لجنة برئاسة المرحوم الأستاذ عبد العزيز عطية (1894-1976) عضو مكتب الإرشاد ورئيس المكتب الإداري للإخوان بالإسكندرية باشتراك كل من الأستاذ على فهمي طمان (محام) والدكتور غربي الجمال (حالياً أستاذ الاقتصاد الإسلامي بمعهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة) عضوي الشعبة القانونية ،وقد أقرته الهيئة التأسيسية بتاريخ 16 سبتمبر 1952م.
عبدالعزيز عطية وسط المحنة
لم يطل شهر العسل بين الإخوان المسلمين والضباط الأحرار حيث انقلب الضباط على عقبهم ونكصوا العهود التي أخذوها على أنفسهم من عودة الحريات وإجراء انتخابات وعودة الجيش للثكنات، مما اغضب الناس عليهم بما فيهم الإخوان المسلمين، ومن ثم فكر عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة من التخلص من الإخوان المسلمين.
وظلت الأجواء متوترة حتى فوجئ الإخوان بحادثة المنشية وتوقع بعد شرا، ولم يكمل عبدالناصر خطابه في المنشية حتى جابت سيارات الشرطة العسكرية كل القرى والنجوع والمدن لتقبض على أفراد الإخوان، وقد استطاع بعضهم الهرب مؤقتا.
يقول عباس السيسي: في 18 نوفمبر 1954 تم القبض على الأستاذ الكبير عبد العزيز عطية عضو مكتب الإرشاد.
وصدرت الأحكام بالأشغال الشاقة المؤبدة في حق الدكتور خميس حميدة (صيدلي ، نائب المرشد) الدكتور كمال خليفة أستاذ بكلية الهندسة ، الدكتور حسين كمال الدين أحمد إبراهيم أستاذ بكلية الهندسة ، منير دله مستشار بمجلس الدولة ، وصالح أبو رقيق مستشار بجامعة الدول العربية ، عبد العزيز عطية مدير منطقة الإسكندرية التعليمية ، محمد حامد أبو النصر محام ، والحكم بالسجن خمسة عشر عاما في حق كل من الشيخ حامد شربت واعظ ، وعمر التلمساني محام ، وسيد قطب كاتب ، وصدرت أحكام بالبراءة في حق كل من عبد الرحمن البنا، عبد المعز عبد الأستار أستاذ بالأزهر ، والبهي الخولي مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف.
لقد ثبت الأستاذ عبدالعزيز عطية رغم كبر سنه، إلا أنه كان كالجبل الأصم أمام الريح العاتية.
ثبات رغم العذاب
تقول زينب الغزالي: كان الإمام الهضيبي كالجبل الأشم , شامخا لا تحركه العواصف ولا توهنه الجراح .. أذكر أن " رسالة " جاءت من سجن الواحات أرسلها الأستاذ عبد العزيز عطية رحمه الله رحمة وسعة إلى الإمام الهضيبي يستفتيه في عددا من الإخوان يريدون أن يترخصوا ويؤيدوا جمال عبد الناصر بغية الخروج من السجن، فرد عليه الإمام الهضيبي بقوله: " إن الدعوات لا تقوم على الرخص . وعلى أصحاب الدعوات أن يأخذوا بالعزائم .
والرخص يأخذ بها صغار الرجال وأنا لا أقوم بالأخذ بالرخص , ولكن أقول لكم خذوا بالعزائم فاثبتوا وتشبثوا بالعزائم ".
ويقول الأستاذ أحمد البس: أقول ليس ذلك هو الذي أثر على صحتي وتساقط أسناني إنما الذي أثر في نفسي تساقط الإخوان وبعض الكبار منهم واحدا بعد الآخر كالفراش يسقط في نار الانهيار وتأييد الحكومة، ولكن كانت هناك صورا مشرقة ومشرفة ممن ثبتهم الله وتحملوا كل الضغوط وصنوف الإعنات دون أن تلين لهم قناة وعلى رأسهم مجموعة من إخوان مكتب الإرشاد منهم الأستاذ عبد العزيز عطية والأستاذ عمر التلمساني وفضيلة الشيخ أحمد شريف رحمهم الله والسيد محمد حامد أبو النصر.
ضد التكفير
وحينما اشتعلت فكرة التكفير وسط بعض المساجين عام 1965م كان عبدالعزيز عطية أحد المحاور التي صححت الكثير من الأفكار لدى المعتقلين، بل ذهب للشهيد سيد قطب واستمع له وتيقن ببعد فكره عن التكفير.
لقد كان عبد العزيز عطية صلبا شامخا وسط إخوانه في السجن يقول جابر رزق: وكانت فتنة بدأت أول ما بدأت في سجن الواحات الذي أنشئ خصيصًا للإخوان والذي كان يضم معظم قادة الجماعة وعلى رأسهم: الأستاذ عبد العزيز عطية رحمه الله، والشيخ أحمد شريت رحمه الله.
ابناءه في السجن معه
لم يقتصر الأمر على اعتقال هذا الشيخ الجليل بل طال الاعتقال أبناءه والذين زج بهم في السجون ونال من التعذيب الشديد، يقول عباس السيسي:
حكم على الأخ محمد بالسجن 5 سنوات وساءت صحته حتي كاد جسمه يتوقف عن الحركة كأنما قد أصيب بالشلل.
عبدالعزيز عطية ومحنة عام 1965م
بالرغم ان الشيخ قد حكم عليه عام 1954م بالأشغال الشاقة المؤبدة إلا أن ظلم عبد الناصر وصل به الحد أن يلفق لهم التهم وهم داخل السجون ولقد قدموا للمحاكمة في القضية السادسة بتهمة إحياء حزب الإخوان المسلمين عام 65 والتي حكمت عليه بسبع سنوات مع زمرة من إخوانه مثل عبد الرحمن داوود ( فلسطيني) – محمد السنوسي – محمد عبد رب الرسول الخروبي – محمد إبراهيم بكير – معروف لحضري ( لواء سابق بالجيش ) .
قالوا عنه
كتب عنه أ.د. رشاد محمد البيومي ... تحت عنوان رجال ومواقف عبدالعزيز عطية.. ثبات كالجبال.. حيث جاء فيها:
كثيرون لا يعرفونه، وقد لا يسمعون عنه، ينطبق عليه القول المأثور: «إذا حضر لا يُعرف وإذا غاب لم يُفتقد»، وهي صفات العامل المتجرد الذي لا تطغيه الزعامة، ولا تغره، إنما تورده مورد التواضع والذلة لإخوانه وأبنائه، والعزة على الطغاة المتجبرين، فهو بطبيعته لا يحب الظهور؛ لأنه في غنى عنه.
ورغم زهده في الزعامة ورغم إعراضه عن تولي القيادة، فهي تسعى إليه، كيف لا وهو صاحب التاريخ المجيد، فقد كان أستاذاً ومعلماً لإمامنا الشهيد حسن البنا..
كيف لا وهو صاحب العلم والمعرفة، ولكم رأيت أساتذتنا الكرام ومرشدينا: عمر التلمساني، ومحمد أبو النصر، وكذلك العالم الجليل والمجاهد الناسك أحمد شريت (عضو مكتب الإرشاد)، وهم يقفون أمامه موقف التلميذ من أستاذه، والمريد من شيخه ومعلمه، يتلقون منه في أدب، ويستمعون إليه في انصياع وانقياد. كان كالجبل الأشم، ثابتاً عن ثقة في الله، يملؤوه اليقين، ويحدوه الرضا والأمل في نصر الله.
هذا هو أستاذنا الكبير الأستاذ عبدالعزيز عطية، وهو أكبر أعضاء مكتب الإرشاد الذين ظلوا على العهد، ولم تطولهم براثن الفتنة، وبقوا ثابتين على القيم، لم تنل منهم السنين، ولم تفل من عزيمتهم نوائب المحن وأحداثها.
كتاباته
لقد كتب الأستاذ عبدالعزيز عطية الكثير من الموضوعات فقد كتب في مجلة الشهاب والتي أصدرها الإمام البنا في 14 نوفمبر 1947م.
وفاته
خرج المجاهد عبدالعزيز عطية من السجن وقد بلغ من العمر أرذله، بعد حصوله على عفو صحيا، وقد ظل وفيا لدعوته، حتى توفاه الله 20 نوفمبر 1976 ودفن بمدافن سيدي بشر بالإسكندرية.
المصادر