الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

حسن أحمد إبراهيم الجمل

الرعيل الأول


نشأته

في حي المنيل بجزيرة الروضة بالعاصمة القاهرة ولد الأستاذ حسن أحمد إبراهيم الجمل يوم 6 أكتوبر 1930م الموافق 14 جمادى الأولى 1949م في أسرة متوسطة الحال، لم يستطع استكمال مراحل تعليمه بسبب انشغاله بالعمل مع والده في مهنة الفراشة وهي المهنة التي كان لها رواج بين الناس في أفراجهم وأطراحهم.

مع الإمام البنا

كان حي منيل الروضة من الأحياء الذي يكثر الإمام البنا من زيارتها، والتي كان لهم فيها شعبة قوية، ومن خلال المؤتمرات التي كان يعقدها الإخوان ويحضرها الآلاف من الشباب، تعرف الشاب حسن الجمل على الإمام حسن البنا عام 1942م وأحب طريقته في الدعوة إلى الإسلام وأرتبط به وانضم لشعبة الإخوان بالمنيل، وشارك في نشاطها وانكب على مكتبتها ليقرأ العديد من الكتب.

على أرض فلسطين

فتح الإخوان باب التطوع للحرب في فلسطين فكان حسن الجمل في أول كتيبة تحركت إلى فلسطين كما لم يمنعه أبوه من السفر، وشارك في تحرير مواقع كثيرة ضمن الوحدة التي عمل فيها ومنها صور باهر حتى وصل القدس وصلى في المسجد الأقصى، وظل هناك حتى استشهد الإمام البنا بعدما حُلت الجماعة.

الاعتقال الأول

أصدر النقراشي قرارا بحل الجماعة الإخوان المسلمين واعتقال مجاهديها والزج بهم في سجن الطور حيث ظلوا فيه ما يقارب العام حتى تم الإفراج عنهم، وتم اختيار المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للإخوان عام 1951م.

على جبهة القنال

ما إن أعلن رئيس الوزراء النقراشي باشا إلغاء معاهدة 1936م في أكتوبر 1951م حتى اندفع طلاب الإخوان فكونوا العديد من جبهات المقاومة، كما شكل الإخوان الذين جاهدوا في حرب فلسطين جبهات أخرى أستطاعوا تكبيد العدو خسائر فادحة حتى كتب صحفهم بذلك.

المحنة الثانية

لم يكن حسن الجمل ضمن الصف الأول للإخوان ولذا ما إن وقعت أحداث المنشية عام 1954م حتى تم اعتقاله وظل في السجن حتى أواخر عام 1956م حينما تم الإفراج عنه مع عدد من الإخوان الذين لم يحاكموا، غير أنه ظل تحت المراقبة الشديدة طيلة هذه السنوات.

في آتون المحنة من جديد

بعدما خرج عمل مع والده ورعى أسرته وأولاده، بالإضافة إلى مراعاة أسر أخوانه المعتقلين، وتربية الشباب القريبين منه، خاصة طلبة جامعة القاهرة، حتى كانت نذر عام 1965م حينما أعلن عبدالناصر من موسكو اعتقال كل من سبق اعتقاله فتم اعتقال حسن الجمل فيما عرف بتنظيم سيد قطب، كما اعتقل والد زوجته السيدة فريدة بدران، كما لم يتحمل والده ما حدث فمات، وظل الجمل في السجون ما يقرب من ثلاث سنوات حتى أخر أواخر عام 1968م.

الجمل والعمل الخيري

نشط الجمل بحكم مكانه وسط الناس في العمل الخيري ومراعاة الفقراء والأرامل واليتامي حيث ساهم مع إخوانه في إنشاء العديد من الجمعيات الخيرية، ودور الحضانة، والمدارس، والمشاغل، ودور الأيتام، والمساجد، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، والمستشفيات، وتيسير الزواج للشباب، وتقديم العون للمرضى، حتى وصفته جريدة الجمهورية القاهرية بالرجل الذي لا ينام إلا أربع ساعات، ويقضي باقي أوقاته بين الناس.

ومن هذه المشاغل مشاغل الروضة وعين الصيرة وزهراء مصر القديمة، واستمرت هذه المشاغل تعمل حتى وفاته عام 1998م، وكانت هذه المشاغل تكفل مئات الأيتام في مصر القديمة.

ولرعايته للأطفال والتلاميذ فقد اُختير عضوًا في مجالس آباء كثير من المدارس لفترات طويلة رغم أنه ليس له أولاد فيها.

وليس ذلك فحسب بل عمد إلى إحياء المناسبات الإسلامية كالاحتفال بالمولد النبوي وغيرها، بل عمد إلى إعادة صلاة العيد في الخلاء فكانت ساحة ميدان المنيل مكانا للصلاة.

الجمل برلمانيا

ألغى السادات الحزب الواحد ونادى بالتعددية، فكانت انتخابات 1979م والتي ترشح فيها الأستاذ حسن الجمل فترفعه دائرته فوق الأعناق وتتحدى النظام ومحاولة التزوير ويكون أول فرد في الإخوان يدخل البرلمان وظل فيه حتى حل السادات المجلس.

ثم اشترك في لجنة التفاوض بين الإخوان والوفد عام 1984م وتم انتخابه عضوا في البرلمان ممثلا عن الإخوان، ثم أعيد أنتخابه في برلمان عام 1987م الذي تحالف فيه الإخوان مع حزبي العمل والأحرار.

في المحن من جديد

حينما انعقد مؤتمر مدريد أعترض الإخوان عليه وحرك حسن الجمل مظاهرة تندد بهذا المؤتمر عام 1990م فما كان من نظام مبارك إلا أن اعتقله وزج به مع العديد من السياسيين في السجن.

وحينما حل عام 1995م وبعدما تم انتخابات مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين تم اعتقال معظم أعضاء المجلس المنتخب وكان منهم حسن الجمل الذي انتخب ممثلا عن القاهرة وتم الحكم عليه فيها بالسجن 3 سنوات قضاها كاملة رغم مرضه الشديد وإجراءه عملية داخل السجن.

رحيله

ظل حسن الجمل على عهده مع الله حتى مات فجر الأربعاء 9 جمادى الأخرة سنة 1419ه الموافق 30 سبتمبر 1998م، وقد شارك في تشييعه عدة آلاف، وعلى رأسهم الأستاذ مصطفى مشهور (المرشد العام)، وصُلي عليه في مسجد الباشا بحي المنيل بالقاهرة، عقب صلاة الظهر، ودفن إلى جوار مرشدي الإخوان المسلمين: عمر التلمساني، ومحمد حامد أبوالنصر، وكان عمره يناهز الثامنة والستين.