عبده أحمد السيد قاسم
الرعيل الأولولد عبده أحمد قاسم في مدينة القاهرة، وانتسب لجماعة الإخوان في وقت مبكر، حتى أصبح من القريبين للإمام البنا لنشاطه وإخلاصه لدعوته وصفاته القيادية والتنظيمية العالية
الرعيل الأول
عبده أحمد السيد قاسم
عضو مكتب الإرشاد
مواليد القاهرة
تاريخ الميلاد: بداية القرن العشرين
كل يوم يرحل عالم كان جل همه أن يُحيي القلوب الميتة، وأن ينثر زهور العلم وسط الناس، وأن يجدد للأمة أمر دينها، بلا شك هو جلل عظيم إلا أنها سنة الله في خلقه.
إن حاجة إلى العلماء هي فوق كل حاجة لأنهم مصابيح الدجى وأعلام الهدى فالناس لا يعرفون كيف يعبد الله إلا بالعلماء فحياتهم غنيمة وموتهم مصيبة، لكن نحاول أن نعيد سيرتهم لنسير على نهجهم ونقتفي أثرهم..
كثير من أعلام الإخوان الذين كانت لهم بصمات قوية في تاريخ الجماعة وتاريخ الحركة الوطنية قد لا يعرفهم الكثير، وربما لم يؤرخ لهم أحد أو يقوموا بتسطير تاريخهم في الحركة الإسلامية مما أدى لطمس كثير من الحقائق.
صاحب المهام الصعبة
ولد عبده أحمد قاسم في مدينة القاهرة، وانتسب لجماعة الإخوان في وقت مبكر، حتى أصبح من القريبين للإمام البنا لنشاطه وإخلاصه لدعوته وصفاته القيادية والتنظيمية العالية.
كان عبده قاسم يمثل دينمو الجماعة ورجلها الأمين منذ أن انضم إليها، حيث كان الإمام البنا يحسن اختيار الرجال في كثير من الأماكن، حيث اختير الأستاذ عبده قاسم في بداية الأربعينيات داخل أعضاء مكتب الإرشاد.
البنا والانتخابات
حينما عمد الإخوان للاشتراك في انتخابات عام 1942م قاموا بترشيح الأستاذ حسن البنا عن دائرة الإسماعيلية، ثم لقاءه مع النحاس باشا رئيس الوزراء – الذي طلب منه الانسحاب وإلا سيكون هناك عواقب وخيمة وتهديد من الإنجليز في حالة عدم انسحابه، فطلب البنا من النحاس عرض الأمر على مكتب الإرشاد والذي رفض الانسحاب بدوره.
غير أن الأستاذ النا ووفق المصلحة اتخذ قرار الانسحاب في مقابل ألغاء البغاء والخمر، إلا أن مكتب الإرشاد رفض القرار الفردي الذي اتخذه المرشد العام وانسحبوا، فأطلع الإمام البنا بعض إخوانه على الأسباب الحقيقية والتي قاموا بدورهم بزيارة أعضاء مكتب الإرشاد وتوضيح الصورة كاملة منهم، وكان على رأسهم الأستاذ عبده قاسم السكرتير العام للجماعة في ذلك الوقت، وبدوره طاف على العديد من أعضاء مكتب الإرشاد أمثال الأستاذ عمر التلمساني وعبدالحكيم عابدين موضحا لهم سبب الانسحاب ورؤية الأمام البنا، مما طيب خاطرهم، وذلك كما ذكره الأستاذ التلمساني في كتابه ذكريات لا مذكرات.
عضو مكتب الإرشاد
ظل الأستاذ عبده قاسم يجدد له في كل انتخابات تجرى لمكتب الإرشاد طيلة فترة الإمام البنا، ففي تشكيل مكتب الإرشاد عام 1944م اختير 24 عضو كان عبده أحمد السيد قاسم أحدهم، حيث اسندت له مهام عظيمة في المكتب بجانب كونه السكرتير العام لدقة ومدى نظامه في العمل، حيث تولى رئاسة القسم المالي والحسابات، وقسم المطبعة، و قسم الشئون الخاصة، وذلك وفق ما ورد في نشرة المركز العام في أبريل 1944م.
قضاء حوائج الإخوان
ولكونه أحد رجال المهام الصعبة فقد أوكل المركز العام إليه مهمة قضاء حوائج أخونهم في الأقاليم.
حيث جاء في بيان المركز العام:
وحرصًا على هذا المعنى وكل المكتب العام هذه الشئون كلها إلى الأخ المفضال الأستاذ عبده قاسم ليتصل بالجهات المختصة كلها من ناحية وبالإخوان من ناحية أخرى، وقد تطوع -حفظه الله وجزاه خيرًا- بوقته كله طول اليوم، وزلفًا من الليل لهذه الناحية؛ فالمرجو أن يتكرم الإخوان حين زيارتهم للمكتب لشأن من هذه الشئون بالاتصال به في مكتبه بإدارة الجريدة والمطبعة، وأن يعتمدوا خطاباته في هذا الشأن كأنها صادرة منى تمامًا؛ فنحن متعاونان في هذا، ومتضامنان فيه.
وحينما استشهد عدد من الإخوان شكل الإخوان لجنة للقيام على شئون ذويهم كان عبده قاسم أحد أعضائها، حيث ورد في صحف الإخوان: تألفت بالمركز العام للإخوان المسلمين لجنة برئاسة الأستاذ صالح عشماوي الوكيل العام للهيئة وعضوية الأستاذ عبده قاسم وأحمد محمد عطية ومحمد شريف وفريد عبد الخالق وسعد الويلي والدكتور محمد احمد سليمان.
والغرض من هذه اللجنة القيام بمشروع لتخليد ذكرى الشهداء – والعمل السريع على مساعدة أسرهم ومن تركوا من أرامل وأيتام، فضلاً عن تقديم يد المعونة للمصابين والجرحى ولتعويض أسرهم ومن حرم ثمرة أعمالهم نتيجة تعطلهم.
عضو الهيئة التأسيسية
حينما تألفت الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين من كبار ومؤسسي الجماعة – كانت بدل مجلس شورى الجماعة - في 8 سبتمبر عام 1945م اختير عبده قاسم ليكون أحد أعضائها.
وحينما عقد الإخوان جمعيتهم العمومية عام 1945م توجه وفد مكون من الأساتذة أحمد السكري وكيل الإخوان المسلمين وعبده قاسم السكرتير العام وأمين إسماعيل عضو مكتب الإرشاد العام إلى سراي عابدين وقدم المذكرة المتضمنة قرارات الجمعية لرفعها إلى الملك.
ثم توجه الوفد إلى رئاسة مجلس الوزراء وسلم القرارات لتبليغها لدولة رئيس الحكومة كما طاف بالسفارات والمفوضيات التي تمثل الدول العربية والأجنبية في مصر وفي مقدمتها السفارة البريطانية والأمريكية والروسية وبلغها هذه القرارات.
لجنة شئون الحج
في عام 1946م شكل الإخوان لجنة لمتابعة شئون الحج وتنظيمها تألفت لجنة دائمة بالمركز العام للنظر في شئون الحج وتنظيم بعثة الإخوان السنوية إلى البلاد الحجازية حيث اختير الأستاذ عبده قاسم كعضو فيها.
كما أنه كان أحد مسئولي الإخوان الذين استقبلوا وفود الحج التي عادت إلى السويس صباح 21 من المحرم1368هـ وعلى رأسها الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي.
نائبا عن البنا
كان الإمام البنا ينوب عنه الأستاذ عبده قاسم في كثير من المناسبات، فحينما مرض عام 1947م أناب عنه الأستاذ عبده قاسم وأوفده إلى الأقباط لتهنئتهم بعيدهم محملا برسالة وردت في صحف الإخوان: أرسل فضيلة المرشد العام إلى حبيب المصري باشا رئيس جمعية التوفيق القبطية البرقية التالية:" تلقيت بيد الشكر دعوتكم الكريمة لحضور احتفال النيروز المصري اليوم (الأربعاء) وكان يسعدني أن أحضر بنفسي لولا أنى مريض منذ يومين وقد أنبت عنى الأستاذ عبده قاسم سكرتير عام الإخوان المسلمين مع أطيب التمنيات".
فتلقى المرشد العام ردا من حبيب المصري جاء فيه: " أشكر فضيلتكم كل الشكر لبرقيتكم الرقيقة وانتدابكم سكرتيرا الإخوان لحضور حفل الجمعية داعيا لكم بالصحة الموفورة".
في غزة مع البنا
حينما سافر الإمام البنا إلى غزة لزيارتها صباح يوم الخميس 7 من جمادي الأولى عام 1367ه الموافق 1947م كان في صحبته الشيخ محمد فرغلي رئيس مكتب الإخوان بالقنال والأستاذ عبده أحمد قاسم السكرتير المالي للإخوان ومدير مجلة الإخوان والحاج سيد الصولي عضو الإخوان ومن وجهاء الإسماعيلية ومحمود طويلة أفندي من إخوان المركز العام وعبد الهادي شعبان أفندي مندوب المركز العام في العريش ورفح وسيناء والأستاذ سعد الوليلي.
نصرة فلسطين
حينما عاد شكل الإمام البنا من غزة لجنة مركزية لمساعدة فلسطين كان من ضمن أعضائها الأستاذ عبده أحمد قاسم، تحت رياسة الأستاذ محمد نصير.
القضية المصرية
وفي عام 1947م حمله مكتب الإرشاد خطاب بصحبة صالح عشماوي إلى رئيس الوزراء بخصوص القضية المصرية.
كما أوفدهما المكتب بخطابات إلى كل سفراء ووزراء الدول الأجنبية وقدموا إليهم مذكرة بمطالب الإخوان.
بل حينما حلت الجماعة في 8 ديسمبر 1948م توجه مع الإمام البنا إلى وزارة الداخلية لمناقشة أمر الحل حيث التقيا بعبدالرحمن عمار وكيل الوزارة إلا أنهما لم يصلا معه لشيء.
محنة 1948
حلت الجماعة عام 1948م واعتقل قادها حيث تم اعتقال عبده أحمد قاسم ضمن قادة الإخوان وزج به في السجن، حيث يذكر الشيخ أحمد الشرباصي أنه في يوم الأربعاء 1 يونيو 1949م جاءت خطابات كثيرة لقدماء المعتقلين من اللجنة " القضائية " الخاصة ببحث شؤون المعتقلين , تعلنهم باستمرار اعتقالهم , وأخذ هؤلاء يقدمون معارضات والتماسات حسب النظام الجديد , وقد عرفت أن من بين الذين أعلنوا باستمرار اعتقالهم الأساتذة : عبده قاسم , وعبد الرحمن الساعاتي , وطاهر الخشاب , وصلاح عبد الحافظ , وعبد الحكيم عابدين , وصالح عشماوي , وعبد الحليم الوشاحي , وغيرهم.
حرب القنال 1951م
حينما اغتيل الإمام البنا كان محل تقدير الإخوان في المرحلة التي تلت الإمام البنا خاصة أثناء حرب الإخوان في القنال حيث يقول الأستاذ علي رزه – أحد قادة الإخوان بالإسماعيلية - في عام 1951 حضر إلى الإسماعيلية أحد ضباط المخابرات المصرية التابعين لعبد الناصر، لمقابلتي للتنسيق والعمل ضد القوات البريطانية في منطقة القناة، وطلب مني الاتصال بالشيخ محمد فرغلي، والشيخ يوسف طلعت، فوافقنا على ذلك بعد توصية الشيخ عبده أحمد قاسم سكرتير مساعد الجماعة في ذلك الوقت؛ لأن محاربة الإنجليز من صميم أهداف الإخوان وقدمنا مجموعة من فدائي الإخوان المدربين على حرب العصابات وقاموا بأعمال فدائية أزعجت القوات البريطانية على طول القناة، وأبهرت رجال المخابرات".
قضية السيارة الجيب
كان أحد الرجال المتابعين لقضية السيارة الجيب وظل يشارك إخوانه جميع الجلسات حتى أصدرت المحكمة حكمها فكان واحد من الذين شاركوا إخوانهم فرحة البراءة.
عودة الجماعة وفتح المركز العام
حينما حكمت المحكمة بإلغاء القرار العسكري بحل الجماعة وأمرت بعودة المركز العام للإخوان المسلمين، شكل عبده أحمد قاسم وعبدالحكيم عابدين حجر الزاوية في فتح المركز وإعادته للجماعة من حكومة الوفد عام 1951م.
قاسم بعد ثورة يوليو
حينما قامت الثورة شارك عبده قاسم إخوانه في مناصرتها، وأثناء زيارة عبدالناصر لقبر البنا في فبراير 1954 وجد في استقباله هناك والد الإمام وإخوته وولده أحمد سيف الإسلام ومعهم الأستاذ عبد القادر عودة والأساتذة صالح عشماوي وعبد الرحمن السندي وسيد سابق وعبدة قاسم والشيخ الغزالي وحلمي المنياوي.
موقفه في فتنة السندي
كان عبده قاسم رجل المرحلة، فعلى الرغم من كونه لم يكن عضوا بمكتب الإرشاد إلا أنه كان حاضر في الفتنة التي حدثت بعد فصل الأربعة السندي وإخوانه ومحاولة احتلال المركز العام أو ارغام المرشد على الاستقالة حيث استطاع بلباقة أن يعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي فكانت سببا في غضب عبدالناصر عليه.
يقول محمود عبدالحليم: اتصل الأربعة المفصولون بأنصارهم ، وفي الساعة الخامسة مساء أمس ذهبوا ومعهم نحو خمسين عضوًا إلي منزل الأستاذ الهضيبي طالبين استقالته فرفض. فذهبوا إلي دار المركز العام – وكان اليوم يوم الجمعة، والمركز هادئ تمامًا – ففتحوه بالقوة واحتلوه، ونادوا بالسيد سابق مرشدًا وصالح عشماوي وكيلاً ، حيث كانا معهم في المظاهرة ، وأعلنوا مبايعتهما. ووصلت الأنباء إلي الأستاذ عبد الحكيم عابدين فذهب إلي المركز العام وبصحبته الشيخ محمد فرغلي وعمر الأميري ، وحاولوا تهدئة الموجودين الذين أصروا أن يطلعوا علي أسباب فصل الأربعة ، فرفض هؤلاء الإدلاء بشيء واتصلوا بالأساتذة عبد القادر عودة وعبد الرحمن البنا وعبده قاسم الذين حضروا وحاولوا محاولة أخري مع المتظاهرين".
محنة في عهد عبدالناصر
كان عبده قاسم أحد المحاور التي ارتكزت عليها علاقة الإخوان بعبد الناصر حيث كان يحضر كثير من الاجتماعات، لدرجة أن عبدالناصر هدد صلاح شادي باعتقال الأستاذ عبده قاسم.
ونفذ التهديد بالفعل بعد حادثة المنشية حيث تم اعتقال الأستاذ عبده قاسم ضمن الإخوان وظل في السجن، لكن لا نعلم كم قضى فيه، لكن محمود عساف يذكر: في عام 1965 , قامت حكومة عبد الناصر باعتقال الإخوان وكل من انتمى إليهم في يوم ما , غير آخذة في الاعتبار بما إذا كان المعتقل له نشاط في الإخوان أم لا . فاعتقلوا الشيخ الغزالي والشيخ السيد سابق وعبدة قاسم وأحمد فراج.
المصادر