عبدالحكيم عدوي عابدين
السكرتير العام لجماعة الإخوان المسلمين
كلية الآداب
جامعة القاهرة
مواليد سنورس الفيوم مصر
تاريخ الميلاد 1914
تاريخ الوفاة: 1977
الدفن القاهرة
متزوج من فاطمة شقيقة الأستاذ البنا
إن تناول حياة الرجال العظماء الذين رسخوا قواعد دعوة الإسلام المعاصرة، ليست مادة تطرح من أجل الاطلاع أو التسلية بل إن مراجعة تلك الحيوات والأحداث والتصرفات هي مادة للتأمل، والتعلم، والاعتزاز بوجود مثل هؤلاء الرعيل الأول، الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يحملوا أمانة الدعوة إلى الله في وقت ترزح فيه البلاد تحت نير الاستعمار.
نشأته
وُلد عبد الحكيم عدوي عابدين قرية "مطرطارس" مركز سنورس بمحافظة الفيوم سنة "1396هـ 1914م"، وحفظ القرآن الكريم صغيرا وبعد أن أنهى تعليميه الثانوي التحق بكلية الآداب جامعة الملك فؤاد (القاهرة)، وتخصص بعدها في دراسة الأدب العربي، حيث كان يجيد الشعر وترك ديوان سمى بالبواكير.
عمله
حصل على ليسانس اللغة العربية وآدابها عام 1937م كما حصل علي ليسانس الحقوق عام 1954، وعمل بإدارة جامعة القاهرة بعد تخرجه عام 1934، (أمينا لمكتبة الجامعة)، وبعد أحداث 1954م اختاره الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين ليكون مستشارا للهيئة العربية العليا في بيروت تحت رياسته، كما عمل مستشاراً لـرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
معرفته بالإخوان
كان والده ممن سمع عن دعوة الإخوان المسلمين وحسن البنا، فكان يصحب ابنه عبدالحكيم لسماع دعاة الإخوان الذين يفدون للفيوم.
وحينما التحق بكلية الآداب كان فيها الأستاذ محمد عبدالحميد أحمد (أحد الطلاب المؤسسين لقسم الطلبة في جماعة الإخوان) فتعرف عليه الذي بدوره اصطحبه لمقابلة الإمام البنا والتي تعلق به منذ اللحظة الأولى، حيث أصبح من أنشط الطلاب، حتى أنه ألقى كلمة الطلاب في الحفل الذي أقامه الإخوان عام 1935م وحضره الأستاذ البنا.
عابدين شاعرا
في الكلية تفتحت مواهب "عبد الحكيم عابدين" ولفتت الأنظار إليه، فقد كان شاعرًا موهوبًا، متأجج الشعور والأحاسيس، وكانت تلك الموهبة طريقه إلى معرفة كبار أساتذته، ومن بينهم الدكتور "طه حسين" عميد كلية الآداب، وكان يأنس بالجلوس معه.
ومن قصائده الخالدة التي ما زال شباب الحركة الإسلامية يتغنون بها قصيدة (نشيد الكتائب) والتي صدرها بقوله:
هو الحق يحشد أجناده ويعتد للموقف الفاصل
فصفوا الكتائب أساده ودكوا به دولة الباطل
تآخت على الله أرواحنا إخاء يروع بناء الزمن
وله ديوان: «البواكير» - دار الصاوي بشارع الأزهر - القاهرة 1937 (أهدى الديوان إلى الشيخ حسن البنا)، ونشرت له قصائد في الصحف المصرية، منها: «ذكرى الهجرة» - مجلة الرسالة - عدد المحرم - 1355هـ / 1936م، و«فلنفهم الإسلام» - جريدة «الإخوان المسلمون» - 27/5/1935، فضلاً عن قصائد نشرت خارج مصر في صحف عربية مختلفة.
الأمين العام للجماعة
كان للصفات التي اتصف بها عابدين السبب في اختياره سكرتيرا عاما لجماعة الإخوان المسلمين، حيث أوكلت له الكثير من المهام في المكتب بالإضافة للتواصل مع الشعب.
وارتبط "عابدين" بصداقات كثيرة مع أصحاب الشأن في مصر من الكبار والأطباء وأساتذة الجامعات، وعن طريقه عرف هؤلاء دعوة الإخوان المسلمين، وكان "عابدين" لبقًا في حديثه يأخذ بالألباب، جيدًا في عرضه يقنع المخالف والمجادل.
مصاهرة الأستاذ البنا
كان عابدين يحب الأستاذ البنا حبا شديدا ويؤثره على نفسه في كثير من الأمور، مما دعاه لأن يرتبط معه بمصاهرة حيث تزوج من أخته فاطمة والتي ولدت في 3 فبراير 1911م الموافق شهر صفر 1329هـ وأنجب منها ولده الوحيد المستشار هشام عبد الحكيم عابدين.
سفيرا للدعوة
كان الأستاذ عبدالحكيم عابدين سفيرا للدعوة خارج مصر، في صيف 1944م انتدب قسم الاتصال بالعالم الإسلامي الأخوين الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي أفندي والأستاذ عبد الحكيم عابدين أفندي لزيارة الأقطار العربية الشقيقة بالشام والعراق، وقد كان لهذه الزيارات والوفود المتبادلة بين مصر وبلاد الشام الأثر الكبير في توحيد العمل بينهما بعد ذلك.
وفي صيف 1945 زار الأستاذ عبد الحكيم عابدين الأردن، حيث تقابل مع الأمير عبد الله والذي قابله بحفاوة وتقدير، وطلب من عابدين نقل تحياته إلى الأستاذ البنا، وكلفه أن يدعو المرشد لزيارة الأردن، وأن يبلغه أن الأردن بيته ومقره، وأن الملك مشتاق لأن يراه، وأن لا تنقطع زيارات الإخوان.
محنة وتشهير
ارتبط اسم الأستاذ عابدين بالتشهير الشهير الذي أطلقه الأستاذ أحمد السكري أثناء التحقيقات معه بأن عبد الحكيم كان يرتاد بيوت الإخوان في غير وجودهم، وهو ما دفع الأستاذ البنا لتكوين لجنة استقصت على الحقائق وتوصلت أن الأمر لم يكن بالصورة التي صدرها أحمد السكري، وأن عابدين برئ من هذه التهم، وأقرت الهيئة التأسيسية نتيجة التحقيقات وأبقت على عابدين سكرتيرا عاما للجماعة.
محنة الاعتقال
كان عابدين ذو حركة دؤوب حتى أنه كشف مخطط محاولة اغتيال الأستاذ حسن البنا من قبل الانجليز عام 1941م مما عرضه للاعتقال بصحبة الأستاذ البنا والأستاذ السكري حيث بقي في السجن لمدة شهرين في سجن الأجانب حتى أفرج عنه في ديسمبر من نفس العام.
وكان عابدين بحكم منصبه قريب من الإمام البنا وما إن صدر قرار بحل الجماعة حتى تقدم عابدين والإمام البنا بدعوى لإلغاء القرار العسكري بحل الجماعة، غير أن عابدين تم اعتقاله حتى أفرج عنه مع بقية إخوانه.
عابدين مرشحا لمنصب المرشد
بعدما أفرج عن الإخوان سعوا إلى إلغاء القرار العسكري بحل الجماعة واختيار من يتولى منصب المرشد خلفا للأستاذ البنا.
فبعدما استشهد حسن البنا كانت الأنظار تتجه إلى واحد من أربعة لخلافته في منصب المرشد العام، وهم أحمد الباقوري وصالح عشماوي وعبدالحكيم عابدين وعبدالرحمن البنا،.
وحينما عرض الأمر على عبدالحكيم عابدين ككونه السكرتير العام للجماعة رفض قبول المنصب واعتبر نفسه أقل منه، وحينما لم يُحسم الأمر تم التوافق على اختيار المستشار حسن الهضيبي فكان صالحا جنديا في خدمة دعوته.
مع الهضيبي
بعدما اختير المستشار الهضيبي مرشدا سلم عابدين نفسه كجندي للدعوة وظل مرابطا مع إخوانه حيث شارك في اللقاءات مع الضباط للتجهيز للثورة، كما تعرض للمحنة مع إخوانه في بداية عام 1954م حتى أفرج عنه في مارس 1954.
وحينما سافر المرشد العام في زيارة إلى سوريا والأردن صاحبه الأستاذ عابدين وبعدما تمت الزيارة رأى بعض الإخوة المصاحبين أن الوضع في مصر متأزم فطلب من الهضيبي البقاء وعدم العودة فرفض إلا أن يشارك إخوانه المحنة وعاد وبقى عابدين والوليلي.
نهارية الرحلة
ظل عابدين من عام 1954م يعمل من أجل دينه سواء في اللجنة العليا لنصرة فلسطين أو رابطة العالم الإسلامي.
كما ظل الأستاذ عابدين يتنقل من بلد إلى بلد وبخاصة سورية ولبنان والسعودية والأردن والعراق وغيرها، ويبذل قصارى جهده لنصرة دين الله وإعزاز كلمة الإسلام وجمع الدعاة المسلمين على كلمة سواء، حتى مات عبدالناصر وأسقط عنه الأحكام فعاد لمصر عام 1975م حيث عمل مع الأستاذ عمر التلمساني في نشر الدعوة ولم شمل الجماعة وظل بها حتى توفاه الله عام 1977م>
المصادر
- عبد الله العقيل: من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة، دار البشير طنطا مصر، 2006.
- محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ دار الدعوة الإسكندرية مصر، 1999.
- ريتشارد ميتشل: الإخوان المسلمون (ترجمة عبدالسلام رضوان) - مكتبة مدبولي - القاهرة 1985.