الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

عبدالرحمن أحمد عبدالرحمن البنا

الرعيل الأول


عبدالرحمن أحمد عبدالرحمن البنا

عضو مكتب الإرشاد

عمل بهندسة الوابورات بالقاهرة 

مواليد: المحمودية البحيرة

تاريخ الميلاد: 28 سبتمبر 1908م 

تاريخ الوفاة: 1990

مكان الدفن القاهرة

متزوج: من أخت محمد أسعد الحكيم عضو مكتب الارشاد

وكان عبد الرحمن الساعاتي شقيق الإمام البنا واحد من هؤلاء الذين انضموا في ركب الإخوان وعملوا فيها، وكان له إسهامات جليلة ظل التاريخ يذكرها ككونه أول من اهتم بالمسرح الإسلامي.

ميلاده

كان عبدالرحمن البنا (شقيق الأستاذ حسن البنا) الولد الثاني للشيخ أحمد عبدالرحمن البنا وزوجته أم السعد إبراهيم صقر، وكان قرين أخوه حسن في حياتهما بالمحمودية.

ولد عبدالرحمن البنا في 2 رمضان 1326هـ الموافق 28 سبتمبر 1908م حيث كان يصحب أخاه الأكبر حسن إلى الكتاب فيقول: كنا نعود من المكتب فتتلقفنا يد الوالد الكريم، فتعدنا وتصنعنا، وتحفظنا دروس السيرة النبوية المطهرة وأصول الفقه والنحو، وكان لنا منهاج يدرسه لنا الوالد الكريم، وكانت مكتبة الوالد تفيض بالكتب وتمتلئ بالمجلدات، وكنا ندور عليها بأعيننا الصغيرة، فتلمع أسماؤها بالذهب.

وكنا نسمع ما يدور في مجلس الوالد الكريم من مناقشات علمية ومساجلات، ونصغي للمناظرات بينه وبين من يحضر مجلسه من جلة العلماء، أمثال الشيخ محمد زهران والشيخ حامد محيسن، فنسمعهم وهم يناقشون عشرات المسائل.

في القاهرة

حينما انتقلت أسرته للقاهرة بعد الحادثة التي تعرض له شقيقه الأكبر حسن، استمر في تعليمه، وسافر لأخيه في الإسماعيلية حيث عمل معه بعض الوقت في مدرسة الإخوان قبل أن يعود للقاهرة. وبعد تخرجه عمل بهندسة الوابورات بالقاهرة وتزوج من شقيقة صديقه محمد أسعد الحكيم عضو مكتب الإرشاد.

كيف انضم للإخوان

 

تعرف أثناء دراسته على العديد من أقران القرآن والمحبين للعمل الإسلامي حيث تعاهدوا على تكوين جمعية إسلامية، وهي الجمعية التي ذكرها الأستاذ البنا في مذكراته بقوله:

قام الأستاذ عبد الرحمن البنا شقيق الإمام والمشهور بعبد الرحمن الساعاتي، وزميل دراسته الأستاذ محمد أسعد الحكيم بتأسيس جمعية دينية في مدرسة التجارة المتوسطة بشارع الفلكي، هما وبعض زملائهما اتخذوا من مصلى المدرسة مقرًا لاجتماعاتهم، وبعد التخرج من المدرسة والعمل في هندسة ديوان السكة الحديد تم لهم تأسيس جمعية الحضارة الإسلامية في حجرة متواضعة لها فناء فسيح بحارة الروم.

وكان ممن انضم إليهم الأستاذ محمد حلمي نور الدين وغيره من الإخوان، وفي صيف عام 1929م الموافق 1348هـ دعت جمعية الحضارة الإسلامية الإمام الشهيد لإلقاء محاضرة لرواد الجمعية بعنوان "الإسلام أساس السعادة"؛ وبعدها اجتمع أعضاء جمعية الحضارة وقرروا الانضمام إلى جمعية الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، وعرضوا ذلك على الإمام الشهيد فوافق على ذلك، وأشار عليهم أن يتخذوا دارًا جديدة غير هذه الدار، فتم اختيار دار جديدة هي منزل سليم باشا حجازي بسوق السلاح.

وكانت شعبة القاهرة عنوان مركزها حارة نافع رقم 24 بعطفة عبدالله بك بالسروجية بالقاهرة، ونائبها الأستاذ عبد الرحمن أفندي الساعاتي الموظف بهندسة سكة الحديد المصرية.

مجلس الشورى العام

ومنذ ذلك الحين وأصبح عبدالرحمن أحد قادة الإخوان المسلمين، وحينما عقد مجلس الشورى الأول للإخوان بالإسماعيلية كان أحد المشاركين فيه.

ومن المواقف التي تنم عن الفهم والتجرد لله أنه حينما انتقل فضيلة الشيخ مصطفى محمد الطير نائب المنزلة إلى القاهرة اسند له نيابة فرع القاهرة بعد تنازل الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي له عن النيابة.

ولقد اختير في أول مكتب إرشاد لجماعة الإخوان المسلمين عام 1933م، حيث ظل في مكتب الإرشاد حتى محنة عام 1954م.

شركة طباعة الإخوان

قرر مكتب مجلس الشورى الثاني المنعقد في بورسعيد إنشاء شركة مساهمة تعاونية للطباعة، وكانت اللجنة التي تقوم على تلك المهمة مكونة من: حضرة علي أفندي أبو زيد تهامي. "رئيسًا" وحضرة محمد حلمي نور الدين أفندي. "أمين صندوق لجنة المشروع" وثلاثة من الأعضاء هم: "أسعد راجح أفندي ، وعبد الرحمن أفندي الساعاتي، وأحمد السراوي"، حيث تم في يوليو من عام 1934م افتتاح أول مطبعة للإخوان المسلمين.

أهلا لثقة الإمام البنا

كان الإمام البنا يوكل للأستاذ عبد الرحمن الساعاتي كثيرا من الأعمال مثل الإشراف على شئون القاهرة، وتنظيم الكتائب، ومهمة المراقب العام للإخوان والذي يقوم بمراقبة العمل فى كل أقسام الدار والإشراف عليه إشرافًا إداريا وحينما نشأ قسم نشر الدعوة في البداية اسند إشرافه إليه، وأيضا قسم الجامعة الأزهرية والمعاهد الدينية، لما اتصف به من النظام والأفق الواسع واستيعاب الأفراد ولين الجانب.

السفر إلى سوريا

انتدبه الأستاذ البنا للسفر إلى سوريا حيث اعتلى منبر الجامع الأموي وخطب فيه، وكان ذلك في 5 من جمادى الأولى 1354هـ الموافق 5 من أغسطس 1935م، وقد صحبهما في الرحلة الزعيم التونسي الأستاذ الثعالبي.

وفي صيف 1944م انتدب قسم الاتصال بالعالم الإسلامي الأخوين الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي أفندي والأستاذ عبد الحكيم عابدين أفندي لزيارة الأقطار العربية الشقيقة بالشام والعراق وذلك لسابق خبرتهما في ذلك.

الساعاتي ومسرح الإخوان

اهتم الإخوان المسلمين بالفن والمسرح الإسلامي، وكان الأستاذ عبدالرحمن الساعاتي في طليعة الإخوان الذين اهتموا بهذا الأمر وشجعه عليه الإمام البنا حتى أنه حضر افتتاح عدد من مسرحياته كجميل وبثينة وغيرها. التي تتناول فيها إحدى أشهر القصص الغرامية في التاريخ العربي. وتوالت أعمال مسرح الإخوان مثل بنت الإخشيد وغزوة بدر وسلسلة من المسرحيات التي أُطلق عليها "مسرحيات عامة" وأخرى "مسرحيات إسلامية".

يقول الأستاذ عصام تسليمة: يعتبر مسرح الإخوان المسلمين أول مسرح تنشئة جماعة إسلامية في مصر، فقد نشأ في منتصف الثلاثينات من القرن الماضي، وقد تولى هذا الأمر الأستاذ عبد الرحمن البنا شقيق الأستاذ البنا المعروف بميوله الأدبية.

ومن المسرح النثري وهو فصل من مسرحية "عامان في شِعب" للأستاذ عبد الرحمن الساعاتي، والمسرحية تدور أحداثها حول حصار قريش للمسلمين في شعب أبي طالب.

كما كتب عبد الرحمن الساعاتي العديد من المقالات في صحف الإخوان المسلمين

مؤلفاته

اهتم عبدالرحمن الساعاتي بتأليف المسرحيات والقصص الأدبية ومما ألفه:

        غزوة بدر

        جميل وبثينة

        صلاح الدين الأيوبي

        عامان في شعب

        المعز لدين الله الفاطمي

        بنت الإخشيد

        أبطال المنصورية

        الهجرة

        ثورة دم

فلسطين في خلد عبدالرحمن البنا

اهتم بقضية فلسطين كغيره من الإخوان، حتى انه زارها اثناء زيارته لبلاد الشام، وحينما تم إنشاء اللجنة المركزية العامة لمساعدة فلسطين (1936م) كان واحد منهم 

وكتب أيضًا الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي قصيدة بعنوان (نشيد فلسطين) فقام الأستاذ عمر عبد الوهاب حلمي بتلحينها، واتخذها الإخوان المسلمون نشيدًا لهم يذكرهم دائمًا بإخوانهم ومقدساتهم في فلسطين.

الساعاتي والمحن

تعرض عبدالرحمن الساعاتي لكثير من المحن كغيره من قيادات الإخوان المسلمين، فقد ذكرت صحيفة الإخوان المسلمين اليومية أن قوات البوليس قامت بتفتيش منازل الإخوان الأساتذة أحمد السكري وعبد الرحمن الساعاتي وفريد عبد الخالق وقبضت على الأستاذ عبد الرحمن الساعاتي ثم أفرج عنه بعد ساعات وذلك في نوفمبر من عام 1946م.

وحينما حلت الجماعة في 8 ديسمبر من عام 1948م واعتقل قادتها كان عبدالرحمن وبقية إخوته على رأس المعتقلين، وظل عبدالرحمن في السجن حتى أقيلت وزارة إبراهيم عبدالهادي وأفرج عن الإخوان.

يقول على أبو شعيشع في كتابه بين الصفوف المؤمنة: ونحن في سجن الطور أخذ الأخ عبد الرحمن البنا (الساعاتي) يجمعنا في المساء في مكان إقامته ويردد أدعية مأثورة ونحن نردد خلفه، عسى الله أن يأتي بالفرج.

الساعاتي ومنصب المرشد العام

بعد استشهاد حسن البنا في 12 فبراير من عام 1949م خرج الإخوان من معتقلاتهم فكانت قضيتهم الأولى هي العمل على إلغاء قرار الحل وعودة شرعية الجماعة وانتخاب مرشدا جديدا ليحل محل الإمام البنا، ووقع الجميع في محنة من يكون مرشدهم الجديد؟

ومن يستطيع أن يملئ الفراغ الذي تركه الإمام البنا؟ لكن تربية الإخوان لم تكن تربية على تمجيد الأشخاص بقدر الاهتمام بالمبادئ ومن ثم سعوا لاختيار مرشدا جديدا فكان امامهم أربعه من الممكن أن يشغل واحد منهم منصب المرشد العام وهم الشيخ أحمد حسن الباقوري والأستاذ عبدالرحمن البنا (الساعاتي) شقيق الإمام البنا والأستاذ صالح عشماوي وكيل الجماعة والأستاذ عبد الحكيم عابدين السكرتير العام للجماعة، غير أن الباقوري وعابدين رفضوا المنصب، فحصر بين الساعاتي وصالح وحينما لم يتوصلا لاتفاق من يشغل المنصب كان لابد من إيجاد حل توافقي وشخصية توافقية فكان المستشار حسن الهضيبي.

الثورة والبنا

لقد تم الاتفاق بين الإخوان وقادة الثورة على انجاح الثورة مقابل أن يعود الجيش الى ثكناته ويطلق الحريات ويجرى انتخابات ديمقراطية، لكن بعد فترة لم يتحقق ذلك وطمع الجيش في السلطة فكان الصدام مع الإخوان وتم حل الجماعة في 4 يناير 1954م وعزل محمد نجيب رئيس الجمهورية حتى تحركت مظاهرات مارس والتي افرجت عن الإخوان وأعادت نجيب مرة اخرى.

حادثة المنشية

تم الترتيب لحادث المنشية من قبل جمال عبدالناصر حينما زاد الصدام مع الإخوان وظن أن الإخوان سينقلبون عليه خاصة بعدما رأى من قوتهم في أحداث مارس من عام 1954م ومن ثم عجل بحادث المنشية.

وقعت حادثة المنشية في 26 أكتوبر من عام 1954م واعتقل قادة الإخوان وقدموا للمحاكمة برياسة جمال سالم والذي حكم على 7 منهم بالإعدام شنقا وبالسجن على البقية.

وصدرت أحكام بالبراءة في حق كلا من عبد الرحمن البنا، عبد المعز عبد الستار أستاذ بالأزهر، والبهي الخولي مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الأوقاف.

وفاته

بعدما برأته محكمة الثورة انعزل عبدالرحمن البنا عن الحياة والتحق ببعض جماعات الصوفية واصبح يواظب على جلساتهم يعلمهم العلم حتى توفاه الله في أوائل التسعينيات من القرن العشرين.

المراجع

 

  1. جمال البنا: خطابات حسن البنا الشاب إلى أبيه، دار الفكر الإسلامي.
  2. أنور الجندي: حسن البنا الداعية الإمام والمجدد الشهيد، دار القلم دمشق، 2000.
  3. جمعة أمين عبد العزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، الجزء الأول، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة.
  4. عصام تليمة: البنا ... ولمحات فنية، بحث منشور على إخوان ويكي.
  5. أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف، الزهراء للإعلام العربي، 1986م.
  6. محمد حامد أبو النصر: حقيقة الخلاف بين الإخوان المسلمون وعبد الناصر، دار النشر والتوزيع الإسلامية، 1990.