الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

أبو الفتوح عفيفي إبراهيم شوشة

الرعيل الأول


نشأته

في قرية كفر وهب مركز قويسنا محافظة المنوفية ولد أبو الفتوح عفيفي إبراهيم شوشة، في الأول من مايو 1929م.

ونشأ في أسرة تحافظ على العبادات وشعائر الإسلام، حيث كان والده حافظًا للقرآن الكريم وكان عابدًا وكان شيخ البلد وفي نفس الوقت إمام لمسجد البلد، وكانت والدته ربة بيت، وتوفيت عام 1948م، وكان له من الإخوة ثلاثة بنتا وولدان هما عبد العزيز وكان مزارعا ورشدي الذي التحق بصفوف الإخوان ولقب بملك السجن ولنا معه وقفه في مقال آخر.

التحق بمدرسة إلزامي في كفر الشيخ إبراهيم – مركز قويسنا، غير أنه لم يكمل تعليمه ورحل للقاهرة رغم صغر سنه والذي لم يتجاوز الخامسة عشر.

أبو الفتوح ودعوة الإخوان

تعرف أبو الفتوح عفيفي على دعوة الإخوان منذ الصغر حيث كان والده من محبي الإمام البنا، كما كان ناظر مدرسته أحد أعضاء الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين وهو الأستاذ عشماوي سليمان.

وحينما سافر للقاهرة للعمل وجد شعارهم يملآ الحوائط، وحينما عاد لبلده وجد أن أخاه رشدي قد انضم للإخوان فقرر الانضمام لها هو أيضا وحرص على دروس الثلاثاء التي كان يلقيها الأستاذ حسن البنا

أبو الفتوح وحرب فلسطين

اهتم الإخوان بقضية فلسطين اهتماما بالغا منذ نشأة الجماعة حيث أنها أرض إسلامية وبها المسجد الأقصى، فعملوا على الدفاع عنها.

استشعر الإمام البنا الخطر الذي يحاك لفلسطين فتعاون أولا مع عز الدين القسام وعبد القادر الحسيني ثم مع الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين، فكون الإمام البنا جهاز النظام الخاص لطرد المحتل الانجليزي من مصر وللتصدي للعصابات الصهيونية بفلسطين

فدرب الشباب وجهزهم للسفر إلى فلسطين خاصة في عام 1947م عندما بدأ الإنجليز في الانسحاب من فلسطين، كما فتح الإمام البنا باب التطوع لمن أراد الذهاب إلى فلسطين، فكان أبو الفتوح عفيفي أحد هؤلاء الأبطال؛ فذهب ودون اسمه في المركز العام حيث كان عمره 19 عاما، وأجرى الكشف الطبي عليه غير أن الحكومة طالبت أن يكون الكشف الطبي في النضارة والتي استبعدته من صفوف المجاهدين بسبب ضعف بصره فسقط مغشيا عليه، وأخذ الإخوان يهون عنه حتى جاء رئيس لجنة الكشف فتعاطف معه وسمح له بالسفر.

تجمع المجاهدين في ميدان العباسية وحضرت سيارات لتأخذهم وكانوا 200 فرد، وأثناء سير السيارة قلبت بمن فيها على الطريق عند مطار فاروق ونقل إلى المستشفي ليعالج حتى تم شفاءه بعد إصابته بارتجاج في المخ، وأثناءها زارهم الإمام البنا.

سافر مع المجاهدين حتى وصل للعريش في شهر أبريل عام 1948م، ثم وصل إلى فلسطين، وسرعان ما التحق بقوات المتطوعين تحت قيادة كامل الشريف وحسن دوح.

انضم إلى قوات الإخوان في البريج وشارك في فك حصار العوجة ولم يتأثر بحل الجماعة وظل يعمل كمجاهد، غير أن الأحداث سارت مسرعة وانهزمت الجيوش العربية وتخاذلت أمام اليهود وحوصير الجيش المصري في حصار الفالوجة حتى عقدت معاهدة رودس في مارس 1949م وعاد الجيش والإخوان المتطوعين غير أن الإخوان اعتقلوا ورحلوا للطور.

أبو الفتوح وحرب القنال 1951م

بعد أن أفرج عن الإخوان أجريت انتخابات حرة ساهم فيها الإخوان بإنجاح حزب الوفد والذي أعلن زعيمه النحاس باشا في 8/10/1951م بأن معاهدة 1936م لاغيه وفتح باب الجهاد ضد الإنجليز في القنال فسارع الإخوان بإدارة دفة الحرب كما هو معلوم وكان أبو الفتوح أحد هؤلاء المجاهدين.

ولقد تم استدعاءه من قبل إخوانه للجهاد شاركه هذا الأمر علي نعمان وحسن الجمل وعبد الرحمن البنان ومحمد علي سليم وغيرهم واجتمعوا في منزل جمال فوزي حيث التقى بهم كامل الشريف واخبرهم بالمهام الموكلة إليهم، ثم اتجهوا إلى أبي حماد بالشرقية، وما إن وصل حتى كلف بعمل استكشاف حول معسكر العباسة وتمت المهمة على خير وجه، ثم انتقل إلى القنطرة حيث شارك في صيد الدبابات الإنجليزية.

أبو الفتوح والمحن

بعد أن انتهت حرب القنال عاد أبو الفتوح مرة أخرى إلى العمل وسط إخوانه حتى كانت الأحداث التي حدثت بعد قيام الثورة وتوتر العلاقات بين رجالها والإخوان المسلمين قام على إثرها عبد الناصر باعتقال قيادات الإخوان أوائل عام 1954م ولم يفرج عنهم إلا في شهر مارس، غير أن الأجواء كانت ملبدة فما كادت تمر الشهور حتى اعتقل عدد كبير من الإخوان بعد حادثة المنشية في 26/ 10/ 1954م وآذوا كثيرا في سجون ومحاكمات عبد الناصر.

اعتقل أبو الفتوح بعد 15 يوم من الهروب ورحل لقسم مصر الجديدة حيث تعرض لتعذيب وحشي، وقدم للمحاكمة والتي حكمت عليه، فقضى في السجن سبعة عشر عاما من عام 1954م حتى عام 1971م، لاقى فيها من العذاب ألوان.

وفي يوم 29 أبريل 2007م اعتقل في قضية اعتقال عضوي مجلس الشعب المنتمين للإخوان المسلمين وهما الأستاذان صبري عامر ورجب أبو زيد و المهندس فتحي شهاب الدين، والدكتور عاشور الحلواني، والمهندس محمود عبد الله، والحاج عاشور غانم.

وقد أفرج عنه فجر الثلاثاء الموافق 3/10/2007م بعد صدور قرارٍ بالإفراج الصحي عنه، أثناء قضائه فترة العلاج بمستشفى قصر العيني الفرنساوي إثر إصابته بجلطةٍ دماغيةٍ نُقل على إثرها من سجن مزرعة طرة إلى المستشفى بعد مماطلاتٍ أمنيةٍ.

وفي يوم 27/2/2008م تمَّ مداهمة منزله في التاسعة من صباح اليوم، وقامت قوات الأمن بتفتيشه، واصطحبوا الشيخ المريض الذي جاوز الخامسة والثمانين من عمره إلى مقر أمن الدولة بالمنوفية، إلا أنه قد تمَّ الإفراج عنه بعد ساعاتٍ قليلة.

أبو الفتوح والبرلمان

بعد خروجه من المعتقل صدر قرار جمهوري بعودة المعتقلين إلى أعمالهم مرة أخرى غير أن فترة الاعتقال لم تحسب له فترك جمعية البترول في بهتيم بشبرا والتحق بالعمل في مصانع الشريف، ثم انتقل للعمل في مصنع للغزل والنسيج بقويسنا حتى بلغ سن الستين في 1/5/1989م، تزوج عام 1972م حيث كان عمره 43 عاما.

وحينما قررالإخوان دخول انتخابات عام 1987م، اختير كنائب للإخوان عام 1987م وفاز فيها، ولقد رفض خوض الإنتخابات مرة أخرى بسبب كبر سنه.

وفاته

ظل الشيخ المجاهد ثابتا على دعوته حتى توفاه الله يوم الثلاثاء 6 جمادى الأولى 1431هـ الموافق 20 أبريل 2010م. عن عمر ناهز الثمانين عاما، وشيعت جنازته من مسجد المساعي بقويسنا محافظة المنوفية.