الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

أحمد المصري

القادة المؤسسون


الاسم: أحمد المصري

أحد الستة المؤسسين وعضو الهيئة التأسيسية لجماعة الإخوان المسلمين

مواليد: بورسعيد

تاريخ الميلاد: 1910

تاريخ الوفاة: 18 أكتوبر 2005م.

مكان الدفن: بورسعيد

العمل: حلاق

الحالة الاجتماعية متزوج

تلك هي الحياة تمضي بنا دون أن نشعر أنها تسرق أعمارنا وأيامنا ..تجري بنا إلى الأجل المجهول دون توقف أو انتظار .. إلى حياة لا ينفع فيها سوى العمل الصالح، وفي كل لحظة يفارقنا من رسموا كثيرا من البسمة على وجوه الفقراء والضعفاء، وغرسوا الأمل في أجيال ماتت في قلوبها الحياة، ولا ينقص من شأنهم عدم بلوغ المناصب العليا.

النشأة

في محافظة بورسعيد تلك المحافظة التي كان لها تاريخ منذ القدم، وأصبحت مطمع الغزاة منذ فتح قناة السويس، فكانت مثالا للمدينة الباسلة التي تكسرت على صخرتها أطماع كثير من الغزاة.

في هذه المدينة ولد الأستاذ أحمد المصري عام 1910م والتحق بكتابها فحفظ القليل من القرآن، غير أن أبواه حرصا على غرس معاني التدين في نفسه، فاتصف بالكثير من الصفات الأساسية التي يتخلق بها كل مسلم.

وبسبب تمركز الجيش الإنجليزي في الإسماعيلية كان كغيره يسعى وراء الرزق، فانتقل للإسماعيلية للعمل فيها كمكوجي سواء في الحي الإفرنجي خاصة او بعض أثرياء المصريين في الحي الشعبي.

مع الإخوان

كان لنشأة أحمد المصري في بورسعيد أثره في بغض الإنجليز والسعي لإيجاد وسيلة للمشاركة في طردهم من البلاد، وبالفعل تحركت نفسه حينما استمع لكلمات الشاب حسن البنا الذي كان يدعو لتجديد الدين والتعرف على مفاهيمه الشاملة، وأن الإسلام لا يقتصر فقط على المساجد، بل الدين في كل مكان وفي كل مجال.

وحينما اقتنع بما يقوله الأستاذ البنا سارع مع بقية أقرانه لمد أيديهم للبنا للخروج من حالة التيه إلى حالة العمل فكانت نواة جماعة الإخوان المسلمين في 1928م.

نشر الدعوة في بورسعيد

تميز أحمد المصري عن بقية أقرانه انه ما إن بايع البنا حتى عاد إلى بورسعيد حيث استخدم أسلوبه اللبق في الحديث في تعريف القريبين منه بدعوة الإخوان وأهدافها وحقيقة العمل للإسلام، وبالفعل استجاب له الكثير من أبناء بورسعيد وقرروا إنشاء شعبة للإخوان في المدينة، حيث صدق فيه قول الأستاذ حسن البنا: (ومثل الدعوة كمثل البذرة الطيبة الحي الكريمة الحياة، أينما غرست أثمرت وصدق الله العظيم (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).

ويضيف الإمام البنا: واجتمع على أحمد المصري نفر من أصدقائه الطيبين من شباب بور سعيد، الذين تأثروا بالدعوة تأثرا قويا، وكانت شخصية أحمد القوية وإيمانه العميق وكريم بذله وتضحياته في سبيل الدعوة العامل الأول في التفاف أصدقائه من الذين آمنوا بالدعوة من حوله فتألفت شعبة من الإخوان وأخذت تتجمع في إحدى الزوايا أو الخلاوي المنتشرة في بور سعيد حينذاك عقب صلاة المغرب أو العشاء فتقوي بينهم ويتذاكرون شئون دعوتهم الجديدة وطلب الأخ ( حسن افندي) أن أزورهم فسررت بهذه الدعوة وزرتهم فعلا، وفى هذه الزاوية المتواضعة أخذت البيعة على الرعيل الأول من شباب بور سعيد على الجهاد في سبيل هذه الدعوة حتى يظهرها الله أو نهلك دونها.

وبدأ للإخوان بعد ذلك أن يتخذوا مكانا خاصا وفعلا نفذوا فكرتهم وأجروا شعبة متواضعة في شارع المينا كانت هي دار الإخوان في بور سعيد.

وبعد ما استقر بالإخوان المقام، أرادوا أن يظهروا الناس على دعوتهم ويتقدموا بها للجمهور البور سعيدي فانتهزوا فرصة غرة المحرم سنة 1349 فيما أظن، وأعلنوا عن حفل جامع في سرادق أقاموه أما دارهم الجديدة ، خطب فيه رجال الإخوان من الإسماعيلية وبورسعيد، احتفالا بالهجرة المباركة وفى بور سعيد حب للعلم والعلماء ومبادرة إلى كل دعوة تتصل بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته وذكرياته الكريمة. ولهذا بادر الناس إلى الحضور فكان الحفل رائعا، والحشد عظيما رغم أنها أول حفلات الإخوان.

ويضيف الإمام البنا: وحدث يوم الحفل أن اشتدت بي فجأة حالة احتقان في اللوزتين لم أستطع معها السفر من الإسماعيلية إلى بور سعيد إلا مضجعا من الإعياء وقال لي الدكتور ( محمود بك صادق) رحمه الله وقد كان طبيب المدرسة ورأي هذه الحالة : إذا سافرت اليوم وخطبت الليلة فإنك تكون الجاني على نفسك , ونزلت من القطار إلى دار الإخوان وصليت المغرب فيها من قعود للإعياء وانتابتني بعد الصلاة حالة نفسية عجيبة فقد تصورت سرور الإخوان البورسعيديين بحفلهم وآمالهم المعلقة عليه ونقودهم التي أنفقوها من قوتهم من أجله, ودعوتهم التي بذلوا كل الجهد في توجيهها ثم تكون النتيجة اعتذار الخطيب.

تصورت هذه فبكيت بحرارة , وأخذت أناجي الله تبارك وتعالي في تأثر عميق واستغراق عجيب إلى وقت صلاة العشاء فشعرت بالنشاط ,وصليت العشاء من قيام , وجاء وقت الحفل , وافتتح بالقرآن الكريم , ووقفت للخطابة وبدأت وأنا لا أكاد أسمع نفسي وسرعان ما شعرت بقوة عجيبة وشفاء تام, وصفاء في الصوت غريب وارتفاع فيه كان يسمعه ممن في داخله وخارجه , ولم يكن استخدام الميكرفون قد ذاع حينذاك , حتى كدت أحسد نفسي بل حسدتها فعلا, وانتهي الحفل على خير ما يرام , وأظن أن هذه الخطبة قد استغرقت أكثر من ساعتين ومن فضل الله وجميل كرمه أن هذا الاحتقان كان يعود لي كل عام تقريبا ومنذ تلك الليلة وأنا لا أجده والحمد لله رب العالمين إلا أن يكون نتيجة برد شديد أو مجهود عنيف , وكانت تلك فيما أعتقد بركة صدق إخوان ( بور سعيد) في دعوتهم وكفاءتهم وتفانيهم في إبلاغها للناس.

ومازالت ( بور سعيد) تتخطي بالدعوة من تقدم إلى تقدم ومن نصر إلى نصر حتي صار للإخوان بها أربع شعب قوية وملعب رياضي وضمت الدعوة من خيرة شباب هذا الثغر العدد العظيم من المؤمنين الصادقين والمجاهدين العاملين.

وحينما عقد انتخابات في بورسعيد ترك الأستاذ المصري مسئوليتها لأحد الإخوان واختير سكرتيرا ثانيا لشعبة الإخوان بها حيث شارك الأستاذ البنا افتتاح شعبة الإخوان في أبي حماد.

مجالس الشورى العام

حينما عقد مجلس الشورى العام للإخوان تم اختيار الأستاذ أحمد المصري للمشاركة في جميع اجتماعاته كأحد قادة الإخوان.

وحينما تشكلت الهيئة التأسيسية للجماعة في سبتمبر 1945م تم اختيار الأستاذ أحمد المصري كواحد من اعضائها المائة.

أحد رجالات النظام الخاص

كان الإمام البنا يؤمن بأن المستعمر الغربي لن يخرجه من البلاد إلا لغة القوة عن إيمان بالله، ولذا شكل جهاز النظام الخاص وانتقى أفراده ليكونوا مصدر قلق للمستعمر الغربي والعصابات الصهيونية في فلسطين.

كان الأستاذ أحمد المصري مسئول الإخوان في منطقة بورسعيد كلها، فعهد إليه تكوين الجهاز الخاص من شباب وأفراد الإخوان المخلصين ببورسعيد، وبالفعل استطاع ان يربي جيلا كان له دور في حماية الدعوة وحرب فلسطين.

يقول محمود الصباغ: ولم تكن مدينة بورسعيد غريبة عليَّ، فقد عملت بها رئيسًا لمحطة أرصاد بورسعيد طوال سنة 1944م، وأسست فيها مجموعات النظام الخاص في بورسعيد بتكليف من فضيلة المرشد العام، حيث سلمني فضيلته خطابا بهذا التكليف إلى الأخ أحمد المصري رئيس إخوان بورسعيد، لييسر لي عملي، وفي هذا العام تشكلت بقيادتي ومعرفة الأستاذ المصري مجموعات النظام الخاص في بورسعيد.

مواقف لها تاريخ

حينما زار الأستاذ حسن البنا بورسعيد عام 1946م وكان الخلاف بين الإخوان والوفديين على أشده، حاول الوفديين منع الإخوان من إقامة احتفالهم، بل حاولوا قتل الأستاذ حسن البنا حيث حرقوا مقر شعبة الإخوان والمتواجد فيه الأستاذ البنا، واستعد إخوان بورسعيد بقيادة الأستاذ أحمد المصري أن يردوا العدوان إلا أن الأستاذ البنا امرهم بالكف عن ذلك، وأستطاع الإخوان إخراج الإمام البنا من بورسعيد.

لكن كان البنا يجهز ردا عمليا على ما جرى في العام الماضي مما فعله الوفديين، وأن صمت الإخوان لم يكن عن ضعف لكن لحقن الدماء التي كانت ستسال بين فئتين مصريتين.

وفي العام التالي 1947م كان من المقرر أن تتحرك الكتيبة الثانية المتجه لفلسطين من ميناء الإسكندرية ولكن الأستاذ المرشد رأى ترحيلها عن طريق بورسعيد فأرسل إلى الأخ الحاج أحمد المصري كي يستعد لاستقبال الكتيبة لتوديعها إلى سوريا بكل ما تحمله من سلاح وعتاد ومؤن بالسفن من ميناء بورسعيد.

وانتقل فضيلة المرشد إلى بورسعيد قبل أن تصل الكتيبة، وحين وصلت كان في استقبالها جوالة الإخوان هناك بالموسيقى والأناشيد الحماسية، واستيقظت بورسعيد على هذا المشهد الرائع المثير الذي ألهب العواطف وأشعل جذوة الحماس في النفوس والقلوب، وأدرك الوفديين والبورسعدين أن الإخوان صمتوا العام الماضي إعلاء للمصلحة العامة.

على أرض فلسطين

كان الأستاذ أحمد المصري أحد خلصاء الإمام البنا الذي يسعد بمصاحبتهم، ولذا ما إن قرر الأستاذ البنا زيارة فلسطين حتى طلب من الأستاذ المصري الاستعداد للسفر معه.

يقول الأستاذ سعد الوليلي: ولقد كان وفد المستقبلين مكونًا من السادة أحمد مصطفى الأغا وعيد حسين الأغا وحلمي الأغا والشيخ فهمي الأغا إمام المسجد وسكرتير الإخوان والحاج علي عليان المصري سكرتير اللجنة القومية والحاج محمد المصري وعثمان العبادلة وراغب شراب وكامل شراب والأخ صالح مصلح زعرب مساعد قائد جوالة الإخوان والحاج محمد الشاعر ونصر الله البيوك وعثمان شعت وكلهم من الإخوان وأعضاء في اللجنة القومية كما حضر الحاج حسين أبو سنة عن قضاء بئر السبع.

بين سطور المحنة الأولى

حينما حلت الجماعة حرص النقراشي على اعتقال قادة الإخوان وعناصرها المهمة وكان على رأسهم الأستاذ أحمد المصري رئيس الإخوان ببورسعيد.

تعرض أحمد المصري للاعتقال مع بقية إخوانه وزج به في سجون الطور والتي قضى فيها ما يقرب من العام، حتى خرج فكانت ارهاصات حرب العصابات ضد الإنجليز تستعر فانضم لها.

حرب القنال

حينما ألغى النحاس باشا معاهدة 1936م في أكتوبر 1951م سارع الإخوان بتجهيز أفرادها وشبابها وفتحوا باب التطوع فكان أحمد المصري على رأس هؤلاء، يقول محمود الصباغ:

 كلف الأخ محمود عبده مجموعة بقيادة الأخ علي صديق للعمل بقطاع بورسعيد لأهميته وكان معه الأخوة يوسف علي يوسف، وفتحي العجمي، وإسماعيل عارف، والمرحوم أحمد نصر، وفؤاد هريدي وغيرهم.

وأخذت المجموعة طريقها إلى بورسعيد عبر مدينة المنصورة حيث التقت بالدكتور خميس حميده رئيس الإخوان بها، فقدم لهم التسهيلات الممكنة، ثم أخذت طريقها إلى المنزلة ومن هناك اتخذوا طريقا خلفيًا بتوجيه من إخوان المنزلة يوصلهم إلى بورسعيد، وهو طريق بحري استخدم فيه الإخوان مركبًا شراعيًا ومعهم سلاحهم وذخيرتهم ونزلوا بها سرًا في جنح الظلام فوصولا إلى بورسعيد مع أذان فجر اليوم التالي وكان في استقبالهم إخوان بورسعيد الذين حملوا السلاح والذخيرة إلى منزل كانوا قد استأجروه لهم، وفي اليوم التالي قابلهم الأخ أحمد المصري رئيس الإخوان ببورسعيد والأخوة فتحي عبد الله، وأحمد خضر، وحامد المصري، من أمراء مجموعات النظام الخاص ببورسعيد.

وقد قسمت المجموعة نفسها إلى ثلاث مجموعات قامت بدوريات استكشافية حول مناطق تجمع الإنجليز ومعسكراتهم وطرق مواصلاتهم.

وقد لاحظت إحدى المجموعات أن هناك دورية إنجليزية تقوم صباحًا من كوبري الرسوة إلى المعسكر الإنجليزي لتغيير الحراسة على الكوبري، فقررت نسف هذا التجمع الإنجليزي أثناء تحركهم.

استأجرت المجموعة قاربًا صغيرًا حملت فيه الألغام ومتطلبات العملية، وعبرت بهذه المعدات القنال الداخل في اتجاه بلدة الأبوطي، وما إن وصلت الطريق الإسفلتي الذي يسير فوقه الإنجليز حتى قامت بحفر سريع تحت الحراسة ووضع الألغام لتفجيرها عند مرور الدورية فوقها، وقد تم ذلك تحت حراسة مشددة، وكان الفدائيون يضعون أياديهم في يقظة دائمة على الزناد لوجود الموقع داخل خطوط الإنجليز، وذلك حتى تم الحفر ووضعت الألغام ومدت الأسلاك عبر القنال إلى جهة الانسحاب بالبر الثاني استعدادًا للتفجير في الصباح.

ولكن الأستاذ أحمد المصري رئيس الإخوان عندما علم بالعملية طلب من الأخ علي صديق عدم إتمامها لأن ذلك سيعرض البلدة بأسرها للضرب من العدو وكما حدث قبل ذلك في التل الكبير، فامتثل الأخ علي صديق لطلبه ورفع الأسلاك وأبطل مفعول الألغام على أن تقتصر العمليات على خارج حدود المدينة.

بين فك حادثة المنشية

كان الأستاذ أحمد المصري يعيش في بورسعيد وقد بلغ من العمر ما يزيد عن 45 عاما، في هذا التوقيت وقعت حادثة المنشية حيث اتهم العسكر الإخوان بمحاولة قتل جمال عبدالناصر، وانطلقت الشرطة تعتقل كل الإخوان في أنحاء مصر حيث طال الاعتقال الأستاذ أحمد المصري وحكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات قضاها في مختلف السجون ما بين السجن الحربي والواحات والمحاريق وسجن أسيوط قبل أن يفرج عنه عام 1965م إلا انه لم يطل به المقام في الخارج حيث وقعت محنة سبتمبر 1965م وتم القبض عليه هو والآلاف من إخوانه ظلما حيث ظل في السجن حتى وفاة عبدالناصر وأفرج عنه عام 1971م.

نهاية الرحلة

خرج احمد المصري ثابتا صامدا مصمما على العمل بين صفوف إخوانه وبالفعل انطلق يعيد تنظيم العمل الدعوي في بورسعيد رغم كبر سنة، حتى أكرمه الله بالعمل خارج مصر لعدة سنوات قبل ان يعود ويسلم نفسه لإخوانه ويظل بينهم حتى وفاته في 18 أكتوبر 2005م.

المصادر

  1. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية: دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2002.
  2. جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع، 2004.
  3. موقع إخوان ويكي، https://bit.ly/3onN3S3
زكي المغربي

زكي المغربي

زكي المغربي

أحمد المصري

أحمد المصري

أحمد المصري

إسماعيل عز

إسماعيل عز

إسماعيل عز

فؤاد إبراهيم خليل

فؤاد إبراهيم خليل

فؤاد إبراهيم خليل

عبدالرحمن حسب الله

عبدالرحمن حسب الله

عبدالرحمن حسب الله

حافظ عبدالحميد

حافظ عبدالحميد

حافظ عبدالحميد