محمد أسعد الحكيم
عضو مكتب الإرشاد وأول أمين سر
مواليد القاهرة
تاريخ الميلاد: 1908
زخرت جماعة الإخوان المسلمين بالكثير من الشخصيات المؤثرة في محيطها وفي صناعة التاريخ وكانوا محل تقدير وإعزاز من المحيطين بهم أو عرف ما قاموا به، ومنهم محمد أسعد الحكيم أحد أعضاء أول مكتب إرشاد لجماعة الإخوان المسلمين وأول أمين سر له منذ نشأة المكتب عام 1933ك.
من هو؟
بداية معرفة أسعد الحكيم وذكره في جماعة الإخوان المسلمين كونه زميل الدراسة لشقيق الأستاذ حسن البنا والمولود في عام 1908م، وهو التاريخ المقارب لتاريخ ميلاد أسعد الحكيم.
كان أسعد الحكيم طالب في مدرسة التجارة المتوسطة بشارع الفلكي، وحينما تخرج مع عبدالرحمن شقيق حسن البنا عملا سويا موظفين في هندسة وابورات سكة الحديد، كما أنهما ارتبطا بصلة مصاهرة حيث تزوج عبدالرحمن البنا من أخت محمد أسعد الحكيم.
الاهتمام بالتدين والعمل له
كان لتربية أسعد الحكيم الملتزمة بشرائع الدين سببا قويا في تعرفه على عبدالرحمن البنا، الذي نشأ هو أيضا في بيت علم حيث حرص والده الشيخ أحمد عبدالرحمن البنا على حسن تربيته وتهذيب سلوكه، هذا غير تأثير أخوه الكبير حسن عليه.
وكان لحماسة الشباب التي تحلا بها دافعا إلى محاولة تكوين جمعية تعمل لنشر الإسلام الصحيح، حيث وصفهما الأستاذ البنا في مذكراته: [وتخرج الفتيان الطيبان وفي نفسهما للإسلام حب عميق وشعور بالتبعة، وميل إلى العمل، والكفاح في سبيل هذا الدين الحنيف، ومظهر العمل للإسلام حينذاك تكوين الجمعيات الإسلامية].
سعى محمد أسعد الحكيم إلى التعاون مع عبدالرحمن البنا أثناء دراستهما لتأسيس جمعية دينية في مدرسة التجارة المتوسطة بشارع الفلكي، هما وبعض زملائهما اتخذوا من مصلى المدرسة مقرًا لاجتماعاتهم.
وبعد أن تخرج استمر على نهجهما في تكوين جمعيات إسلامية تحض على مكارم الأخلاق، فأسسا جمعية الحضارة الإسلامية والتي وصفها الإمام حسن البنا في مذكراته بقوله: [وهكذا نشأت ”جمعية الحضارة الإسلامية” فشقت طريقها، واتخذت لها من حجرة في الدور الأول ذات فناء فسيح بحارة الروم مكاناً للنشاط، وميداناً للعمل، وانضم إليها اخوة فضلاء يلقون المحاضرات، يواظبون على الدروس للناس، ويدعون إلى الله بإحسان].
الانضمام للإخوان
في صيف عام 1929م الموافق 1348هـ دعت جمعية الحضارة الإسلامية الإمام الشهيد لإلقاء محاضرة لرواد الجمعية بعنوان "الإسلام أساس السعادة"، وبعدها اجتمع أعضاء جمعية الحضارة وقرروا الانضمام إلى جمعية الإخوان المسلمين في الإسماعيلية، وعرضوا ذلك على الإمام الشهيد فوافق على ذلك، وأشار عليهم أن يتخذوا دارًا جديدة غير هذه الدار، فتم اختيار دار جديدة هي منزل سليم باشا حجازي بسوق السلاح، وقد عمل الإخوان بأنفسهم حتى أصبحت الدار مقصدًا لكثير من الطلاب والشيوخ، وكان منهم الشيخ محمد فرغلي والشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ محمد أحمد شريت وأخواه حامد شريت وأحمد شريت، والشيخ عبد اللطيف الشعشاعي، والأستاذ محمود البراوي، والشيخ جمال العقاد السوري الحلبي.
وتم افتتاح فرع القاهرة وإعلان انضمام جمعية الحضارة الإسلامية للإخوان المسلمين، واعتبارها فرعًا لها بالقاهرة في حفل باهر حضره الكثير من العلماء ورجال الدين.
وحينما انتقل الأستاذ حسن البنا من الإسماعيلية إلى القاهرة عام 1932م تشكل أول مجلس شورى للجماعة عام 1933م فكان الأستاذ محمد أسعد الحكيم واحد من أعضاء هذا المجلس، بل اختير ليكون من أوائل أعضاء أول مكتب إرشاد للإخوان المسلمين حيث تولى مهمة أول سكرتير عام لجماعة الإخوان المسلمين، كما أصبح أحد الكتاب المميزين في أول مجلة يصدرها الإخوان المسلمين.
في مجالس الشورى العام
تقرر عقد مجلس شورى الإخوان العام الثاني في بورسعيد في اليوم الثاني من شهر شوال 1352هـ الموافق 18 يناير 1934م، حضره الأستاذ محمد أسعد الحكيم ممثلا ضمن مجموعة مكتب الإرشاد، كما ظل سكرتيرا عاما للجماعة في التعديل الذي جرى على مكتب الإرشاد في نفس العام.
بل كان واحد من الموقعين على العريضة التي رفعها مجلس الشورى العام للملك فؤاد والتي طالبوا فيها التصدي لخطر التبشير الذي انتشر في أرجاء البلاد، وسحب الرخص من أي مستشفي أو مدرسة يثبت أنها تشتغل بالتبشير، وإبعاد كل من يثبت للحكومة أنه يعمل على إفساد العقائد وإخفاء البنين والبنات، والامتناع عن معونة هذه الجمعيات بتاتاً بالأرض أو المال.
وفي ديسمبر 1936م انعقدت الجمعية العمومية للإخوان المسلمين، وقررت فصل سكرتارية مكتب الإرشاد عن إدارة منطقة القاهرة، حيث قام بأعمال السكرتارية حضرات الإخوان: محمد حلمي أفندي نور الدين وعبد الرحمن أفندي الساعاتي ومحمد أفندي أسعد الحكيم.
السفر للشام
وحينما أوفد الإخوان أول بعثة لهم إلى الشام مثلها الأستاذ عبدالرحمن الساعاتي والأستاذ محمد أسعد الحكيم وذلك في 5 من جمادى الأولى 1354هـ الموافق 5 أغسطس 1935م، وكان في صحبتهما الزعيم التونسي الأستاذ الثعالبي، كما اتصلا في هذه الزيارة أيضًا بسماحة مفتي فلسطين الشيخ أمين الحسيني الذي احتفى بهما ورحب بقدومهما، ثم سافرا إلى دمشق محملين برسائل لرؤساء الهيئات والجماعات في سوريا.
حتى أن الشيخ محمد أمين الحسيني أرسل برسالة إلى رئيس جمعية الهداية الإسلامية بدمشق يثني فيها على أخلاق الأستاذ الساعاتي وأسعد الحكيم حيث جاء فيها:
حضرة صاحب الفضيلة رئيس جمعية الهداية الإسلامية بدمشق..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
فقد حظينا اليوم بزيارة حضرتي الأستاذين المهذبين عبد الرحمن أفندي الساعاتي ومحمد أفندي أسعد الحكيم مندوبي جمعية الإخوان في الديار المصرية، ولقد أعجبنا كثيرًا بثقافتهما الإسلامية وتمسكهما بآداب الدين الحنيف، وعملهما على نشر المبدأ الإسلامي القويم: (إنما المؤمنون أخوة) ولقد علمنا برغبتهما في زيارة سوريا للتعرف على إخوانهم المسلمين العاملين فيها على رفع كلمة الإسلام، فرأينا أن نقوم بعقد صلة التعارف بين حضراتكم تحقيقًا لقصدهما ورغبتهما، ولا ريب في أنهما سيجدان من الحفاوة والإكرام في رحابكم الواسعة وفي دمشق الفيحاء ما يثبت في أذهانهما أحسن الذكريات عن هذه الزيارة الميمونة.
وختامًا تفضلوا بقبول وافر التحية والاحترام
محمد أمين الحسيني
في 17من جمادى 1354هـ الموافق 17أغسطس 1935م.
كما أسفر اتصال الأستاذين عبد الرحمن الساعاتي وأسعد الحكيم في رحلتهما إلى الأقطار الشقيقة واتصالهما بالهيئات الإسلامية هناك أن جمعية المقاصد الخيرية قد طلبت إلى المركز العام أن يوفد إليها أحد الإخوان ليقوم بتدريس التشريع والأدب.
بين الجندية والقيادة
ظل محمد أسعد الحكيم عضوا بمكتب الإرشاد حتى دخول عبدالحكيم عابدين إلى مكتب الإرشاد، وتغير خريطة وأعضاء المكتب فلم يصبح أسعد الحكيم عضوا بالمكتب إلا أنه احتفظ بعضويته في مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين عام 1939م.
المصادر
- حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، 2001م.
- موقع إخوان ويكي ويكيبيديا الإخوان المسلمين.
- جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2006م.