الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

صالح عشماوي

الرعيل الأول


صالح عشماوي

وكيل جماعة الإخوان المسلمين

خريج كلية التجارة العليا

جامعة القاهرة

صحفي

مواليد القاهرة

تاريخ الميلاد4 ديسمبر 1910م

تاريخ الوفاة: 12 من ديسمبر 1983م

مكان الدفن القاهرة

لقد حفرت بعض الشخصيات لها مكانةً بمداد من نور في ذاكرة التاريخ، ولم يكونوا ممن ولدوا ثم ماتوا فحسب، بل امتلكوا شخصيات أثَّرت في محيط المجتمع والبيئة التي وُجدوا فيها. ومن هؤلاء الأستاذ صالح عشماوي الذي ارتبط اسمه بالنهضة الإعلامية الإسلامية في العصر الحديث.

مسيرة حياته

وُلد الأستاذ صالح عشماوي بالقاهرة في 22 من ذي الحجة 1328ﻫ الموافق 4 ديسمبر 1910م، وحفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في سنٍّ مبكرة. وكان يسكن في 22 ش صبري بالظاهر.

تدرَّج في دراسته بتفوق حتى تخرج في كلية التجارة العليا سنة 1351ﻫ= 1932م بجامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليًا) وكان أول دفعته، ووُظِّف في بنك مصر لمدة سنة واحدة ثم تركه، واشتغل بالأعمال الحرة، حيث سافر إلى السودان عام 1353ﻫ= 1934م.

معرفته بالإخوان

كان صالح عشماوي ذو همة عالية وفكر ناضج، وغيرة على وطنه عظيمة، ولذا ما إن عاد من السودان عام 1936م حتى رأى أن ينضم لأحد الأحزاب لخدمة وطنه، وبالفعل التحق بالأحزاب الموجودة على الساحة، وتنقل بينها غير أنه لم يستقر به المقام في أحدها؛ لعدم اقتناعه ببرامجها، ولعدم جديتها في العمل والتناحر بينهم.

في تلك الفترة كانت دعوة الإخوان المسلمين قد انتقلت من الإسماعيلية في أكتوبر 1932م واستقر بها المقام في القاهرة، وبرزت على الساحة، فتعرف على الإمام البنا وأعجب بالإخوان، وفي 1937م انضم إلى الإخوان.

رئيس تحرير النذير

كانت صفاته ومؤهلاته تؤهِّله ليتبوَّأ مكانًا في القيادة، وبرزت موهبته في الكتابة فتوسَّم فيه الإمام البنا خيرًا، وأسند إليه رئاسة تحرير مجلة "النذير" التي صدرت عام 1938م، غير أنه تركها عندما آلت إلى جمعية "شباب محمد" عام 1940م، ثم تولَّى رياسة تحرير مجلة "الإخوان المسلمين" النصف شهرية، ثم الجريدة اليومية، وغيرها من صحف الإخوان، وقام صالح عشماوي بمهمته خيرَ قيام، فنهض بهذه الصحف.

اختير عضوًا في مكتب الإرشاد أواخر عام 1939 بعد المؤتمر الخامس، وظل في مكتب الإرشاد حتى عام 1953م.

دوره في النظام الخاص

كانت الأحداث تتدافع والمحتل يماطل في إعطاء الحرية للبلاد فرأى البنا أنه لابد من استعمال القوة معه، فكون النظام الخاص عام 1940م.

حيث دعا الإمام البنا خمسةً من الإخوان، وهم: صالح عشماوي، وحسين كمال الدين، وحامد شريت، وعبد العزيز أحمد، ومحمود عبد الحليم، وعهِد إليهم بإنشاء النظام الخاص وتدريبه، ورتَّب القيادة، بحيث يكون صالح عشماوي الأول، ويليه حسين كمال الدين.

وبرز هذا النظام في حرب فلسطين عام 1948م؛ حيث ضرب أروع الأمثال في الجهاد، وكبَّد العدوَّ الصهيوني خسائر جسيمة، وذلك بشهادة اللواء أحمد المواوي وفؤاد صادق والحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين، كما برز دوره في حرب القنال عام 1951م في نسف مخازن السلاح الإنجليزي وغيرها من المهامّ.

مبعوثا لباكستان

لم يقتصر دور صالح عشماوي على ذلك فحسب، بل كان مبعوث الإخوان المسلمين لدولة الهند والباكستان، والتي كان زعيمها محمد علي جناح عام 1947م؛ حيث توجه وهو يحمل رسالةً من الإمام البنا لمحمد جناح رئيس الدولة، وقد زار المدارس وبعض المنشآت الباكستانية.

وكيلا للجماعة

منذ أن التحق صالح عشماوي بدعوة الإخوان عام 1937م، وقد أخضع نفسه وماله ووقته لخدمة الدعوة، فاختير عضوًا في مكتب الإرشاد في سبتمبر 1939م تقريبًا، وكان ذلك بعد حفل المؤتمر الخامس، وأصبح جنديًّا خدومًا لدعوته لم يشغله عنها شيء، وأخذ يباشر أعمال المركز العام في وجود الإمام البنا أو في غيابه، وتم انتخابه وكيلاً للجماعة عام 1946م= 1365ﻫ، خاصةً بعد فصل الأستاذ أحمد السكري والدكتور إبراهيم حسن من الجماعة، فيما عُرف بـ"فتنة السكري".

رشَّح نفسه في انتخابات 1945م بناءً على التوصيات التي وردت في رسالة المؤتمر السادس بخوض الإخوان للانتخابات، لكنه تم استبعاده.

فن إدارة الأزمات

عمل عشماوي مع إخوانه على عودة الجماعة وإلغاء قرار الحل، حتى إنه قاد مظاهرة أمام البرلمان المصري في 18 أبريل 1951م لإسقاط قانون نظام الجمعيات، والمطالبة بعودة الجماعة، وفعلاً صدَّق البرلمان على إسقاط هذا القانون، وفي 30 أبريل 1951 سقط الأمر العسكري بحلِّ الإخوان.

خلاف وفرقه

بعدما استشهد حسن البنا كانت الأنظار تتجه إلى واحد من أربعة لخلافته في منصب المرشد العام، وهم أحمد الباقوري وصالح عشماوي وعبدالحكيم عابدين وعبدالرحمن البنا، وحينما لم يُحسم الأمر تم التوافق على اختيار المستشار حسن الهضيبي فكان صالحا جنديا في خدمة دعوته.

غير أنه وبعد ثورة يوليو حاول عبدالناصر شق عصا الجماعة بإثارة الفتنة فيما بينهم، وبالفعل نجح في استقطاب بعض أفراد الجهاز الخاص وناصرهم في مشكلتهم بعض قادة الإخوان وعلى رأسهم صالح عشماوي فرأيت الهيئة التأسيسية بعد تحقيق شاف ووافي فصله مع عدد من قادة النظام الخاص عام 1953.

غير أنه عاد إلى أحضان دعوته وإخوانه بعد خروجهم من المعتقل في السبعينيات، وظل محافظًا على صحيفة (الدعوة) حتى خرجوا وقدمها لهم.

صالح عشماوي كاتبًا وصحفيًّا

ترك صالح عشماوي تراثًا عظيمًا من الكتابات؛ حيث تُعتبر كتاباته قريبةَ الشبه بكتابات الإمام البنا في الأسلوب والتعبير، وبرزت موهبته في الكتابة، فولاَّه الإمام البنا رئاسة تحرير مجلة (النذير) عام 1938، وعندما أصدر الإخوان مجلة الإخوان النصف شهرية 1942م، ثم رئيس تحرير مجلة الإخوان المسلمون اليومية عام 1947.

 وفي 30 مايو 1950م أصدر الأستاذ صالح أول عدد من مجلة المباحث القضائية، والتي كانت تنطق باسم الإخوان.

وعمل -رحمه الله- على استصدار صحيفة للإخوان، وتم ذلك عندما صدر قرار بإصدار صحيفة "الدعوة"، والتي صدر العدد الأول منها في 22 من ربيع الثاني 1370ﻫ الموافق 30 يناير 1951م، غير أنها توقَّفت في 24 من ربيع الثاني 1373ﻫ، الموافق 1 ديسمبر 1953م، وأُعيد فتحها مرةً أخرى بعد خروج الإخوان من المعتقلات، فصدرت مرةً أخرى عام 1976م، غير أنها توقفت مرة ثالثة في محنة سبتمبر 1981م، وبعدها اعتُقل الأستاذ صالح مع من اعتُقل وأفرج عنه بعد مقتل السادات.

محنة

تعرض الأستاذ صالح للمحن في الدعوة؛ فبعد حل الجماعة عام 1948م تم اعتقاله مع إخوانه وأودع سجن الطور؛ حيث ظل به حتى أُفرج عنه بعد أن أقال الملك وزارة إبراهيم عبد الهادي.

كما أنه اعتقل في محنة السادات عام 1981م ولم يخرج إلا مع بقية إخوانه بعدما اغتيل الرئيس السادات.

وفاته

توفي الأستاذ صالح عشماوي في يوم الاثنين 8 من ربيع الأول 1404ﻫ، الموافق 12 من ديسمبر 1983م.

المراجع

  1. أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف، الطبعة الثانية، الزهراء للإعلام العربي، 1409ﻫ- 1989م.
  2. محمود عبد الحليم: الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ، الطبعة الرابعة، دار الدعوة، 1985م، الجزء الثالث.
  3. شعيب الغباشي: صحافة الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 2000م.
  4. محمد فتحي شعير: وسائل الإعلام المطبوعة في دعوة الإخوان المسلمين، الطبعة الأولى، دار المجتمع للنشر والتوزيع بالسعودية، 1985م.
  5. عبد الله العقيل: من أعلام الحركة الإسلامية، دار البشير، 2006.