الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

عبدالحفيظ الصيفي

الرعيل الأول


عبدالحفيظ الصيفي

عضو مكتب الإرشاد

تخرج في جامعة القاهرة 

مواليد القاهرة

موظف بوزارة الداخلية

الحياة: دولة موريتانيا

يعد الأستاذ عبدالحفيظ سالم الصيفي أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين في عهد الأستاذ البنا، وعضو مكتب الإرشاد العام، ومؤسس التنظيم الدولي للإخوان، وصاحب المهام التفاوضية. والذي كان يعمل موظفا في وزارة الداخلية والذي لم يمنعه عمله عن أن يكون أحد قادة الإخوان المسلمين.

وسط الإخوان

عرف الصيفي جماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته في جامعة القاهرة، وبعدما تخرج أختاره الأستاذ البنا لما تصف به من إخلاص ونشاط وهمة عالية وذلك أواخر عام 1938م.

يقول أحمد عادل كمال: بدأ حديث الثلاثاء في صالة الدار رغم أنه كان للدار فناء، غير أن عدد الحاضرين كان قليلا لا يملأ الفناء، كما كان الفصل شتاء من عام 1942م، حيث طاف صديقي حسين بي غرف المركز العام – غرفة للسكرتارية جلس فيها محمد الطوبجي، وغرفة لقسم الطلاب، وغرفة للمكتبة اختفى بين أكداس كتبها علوي عبد الهادي أمين المكتبة حينذاك، وغرف أخرى كان بها أحمد السكري وعبد الرحمن الساعاتي وعبد الحكيم عابدين وصالح عشماوي وصلاح عبد الحافظ وعبد الحفيظ الصيفي، عرفتهم جميعا في ذلك اليوم. هؤلاء كانوا رجال المركز العام.

واختير الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي عضو بمكتب مكتب الإرشاد في انتخابات عام 1944م بالإضافة لاختياره كرئيس ومؤسس قسم الاتصال بالعالم الاسلامي [التنظيم الدولي حاليا].

الصيفي ونشأة قسم التنظيم الدولي

كانت أولى خطوات إنشاء قسم الاتصال بالعالم الإسلامي في عام 1944م، والتي تولى رئاسته عند تأسيسه الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي، وقد أكد في أغراضه على أمرين:

أولهما: العمل على ربط الأقطار الإسلامية بعضها ببعض.

وثانيهما: العمل على تحرير هذه الأوطان من كل سلطان أجنبي، وإقامة دولة إسلامية في هذا الوطن العام.

وهو ما أكده الشيخ محمد محمود الصواف في كتابه [صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية في العراق، دار الاعتصام] بقوله: ثم بدأ العمل بقسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالمركز العام للإخوان متعاونًا مع الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي وغيره من الإخوان، يقول الشيخ الصواف عن ذلك القسم: "وأسسنا بالمركز العام للإخوان المسلمين قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالتعاون مع الأخ عبد الحفيظ الصيفي من مصر، والأخ الفضيل الورتلاني -رحمه الله- من الجزائر، والأخ إسماعيل مندا -رحمه الله- من إندونيسيا وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم، وفي المركز العام كنا نلتقي مع كبار رجال الإسلام في العالم الإسلامي، والمركز العام كان كخلية النحل يعج بالزائرين والشباب الصادقين.

دعمه للحركات التحررية

نشط الأستاذ الصيفي في القسم ونهض به حيث كان له دور في احتواء الحركات التحررية في العالم الإسلامي، والتنديد بما يقوم به المستعمر ضد الشعوب الضعيفة فنراه يتصدى للرد على الشبهات التي يثيرها الداعون إلى الانفصال في السودان، فيكتب مفندًا مزاعمهم تحت عنوان: "أجل: السودان للسودانيين".

كما كتب مذكرة أرسلها الإخوان دعمًا للسنغال حيث جاء فيها: يقيم في بلاد السنغال أغلبية إسلامية تربو على ثمانين في المائة من سكان البلاد جميعًا، وهم مع ذلك محرومون من المعرفة بأصول دينهم على ما بهم من شوق عظيم لمعرفة دينهم وفقهه، كما أنهم أشد ما يكونون حاجة لتعلم اللغة العربية التي هي آلة الفقه الديني.

لذلك يتقدم قسم الاتصال بالعالم الإسلامي بالمركز العام للإخوان المسلمين إلى معاليكم بهذه المذكرة رجاء العمل على مساعدة إخواننا مسلمي السنغال في إنشاء هذا المعهد الديني. حتى يكون عاملاً من عوامل الدعوة الإسلامية بين غير المسلمين في هذه البلاد العزيزة.

الصيفي والهيئة التأسيسية

يبدو أن الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي كان أحد المقربين للإمام البنا، بل كان أحد المعروفين في الوسط الإخواني مما أهله أن يتم انتخابه في عضوية مكتب الإرشاد عام 1945م 

وحينما عقد الإخوان الجمعية العمومية عام 1945م والتي على إثرها تم اختيار أعضاء الهيئة التأسيسية للإخوان مثل القاهرة في الجمعية المرشد العام حسن البنا،  أحمد السكري. إبراهيم حسن . عبد الحكيم عابدين . محمد أحمد سليمان . محمد الخضري . عبد الحفيظ الصيفي.

وقد تم اختيار الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي – المقيم شارع حامد عبد الرحيم، المنيل، القاهرة عضو في أول جمعية تأسيسية يشكلها الإخوان عام 1945م.

في لجنة وضع لائحة الجماعة

كان للصيفي مكانة مرموقة في الجماعة حتى أنه تم اختياره في اللجنة المشكلة لوضع مشروع تعديل النظام الأساسي للإخوان المسلمين، حيث تأليف لجنة من الأساتذة طاهر الخشاب وأحمد الباقوري وعبد الحفيظ الصيفي وعبد الحكيم عابدين وعبد المنعم فرج الصدة برياسة المرشد العام. 

كما تألفت لجنة تذكر رؤساء الهيئات والأحزاب والجماعات بواجبها وتدعوهم إلى العمل مجتمعين أو منفردين على تحقيق الأهداف القومية بوسائل يتفق عليها. 

هذه اللجنة برئاسة الأستاذ أحمد السكري واختير عبدالحفيظ الصيفي عضوا فيها، حيث سافر بعض أعضاء الوفد إلى الإسكندرية لمقابلة زعماء الأحزاب ورؤساء الهيئات للتفاهم معهم على طريقة العمل لصالح البلاد منفردين أو مجتمعين كما تولى بقية أعضاء اللجنة الاتصال بالجمعيات والهيئات الأخرى في القاهرة للتفاهم معهم لنفس الغرض.

ولمزيد من الإشراف والمتابعة قرر مكتب الإرشاد تخصيص ثمانية من أعضاء مكتب الإرشاد العام للإشراف على المناطق، وموالاة الاتصال بها وإمدادها بكل جديد من نظم المكتب وأساليبه في التكوين والتركيز بحيث اختير الأستاذ الصيفي لمتابعة شبرا (مصر) – قليوب – المنيا – أسيوط.

في نصرة القضية الفلسطينية

كان الصيفي له مهام كبرى في خدمة القضية الفلسطينية، ففي ديسمبر 1947م تولى محمد عبد الرحمن نصير رئاسة اللجنة المركزية لمساعدة فلسطين التي شكلها الإخوان في إطار نشاطهم تجاه القضية الفلسطينية واختير الأستاذ الصيفي عضوا فيها.

بين المرشد وزينب الغزالي

ولمكانة الأستاذ الصيفي في الجماعة تذكر الحاجة زينب الغزالي كيف انها تواصلت معه حيث هاتفت السكرتير مكتب الإرشاد ليوصلني بالأخ عبد الحفيظ الصيفي ـ الذي كلفته سابقا بنقل رسالة شفوية للإمام البنا ـ يذكره فيها بعهدي له في آخر لقاء لنا، وحين عاد لي بتحيته ودعائه، استدعيت شقيقي محمد الغزالي الجبيلي وكلفته بإيصال وريقة صغيرة بواسطته أو بواسطة زوجته إلى الإمام المرشد، وكان في الوريقة: سيدي الإمام حسن البنا .. زينب الغزالي الجبيلي تتقدم إليك اليوم، وهي أمة عارية من كل شيء إلا من عبوديتها لله، وتعبيد نفسها لخدمة دعوة الله، وأنت اليوم الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يبيع هذه الأمة بالثمن الذي يرضيه لدعوة الله تعالى.. في انتظار أوامرك وتعليماتك سيدي الإمام.." .

محنة واعتقال

وبعدما حلت الجماعة واستشهد الأستاذ حسن البنا عام 1949م اعتقل الأستاذ عبدالحفيظ الصيفي مع كثير من قيادات الإخوان المسلمين، حتى أن مصطفى أمين كان يظن أن هؤلاء الإخوان قليلي العلم والمعرفة فطلب من الحكومة أن ترسل من يحاضر الإخوان في السجون مما أثار شجون الشيخ أحمد الشرباصي الذي كتب يقول: سمعت أن الأستاذ مصطفى أمين بك كتب هذا الأسبوع في " جريدة أخبار اليوم " يقترح على الحكومة ارسال محاضرين الى المعتقل ، ليعلموهم كيف يكون الاقناع بالحجة والدليل ، لا بالقوة والارهاب ... وأتطلع حولي فأرى أناسا مثقفين مهذبين ، مؤمنين بأن الإسلام لا يقر الاعتداء الا على المعتدين ، فما الحاجة الى هذه المحاضرات اذن ؟ . وأتطلع حولي فأرى أناسا أولى بهم مناصب التدريس لا مقاعد التعلم ، وكيف لا وفيه أمثال الأساتذة الفضلاء : طاهر الخشاب ، وصالح عشماوي ، وكمال خليفة ، وعبد الحكيم عابدين ، وجمال عمار ، وعبد الحليم الوشاحي ، وفريد عبد الخالق ، وعمر التلمساني ، ومحمود لبيب ، وزكريا خورشيد ، وعبد الحفيظ الصيفي ، ومصطفى مؤمن ، وأنور الجندي ، ومحمود البراوي ، وطاهر عبد المحسن ، وعبد العزيز كامل ، وغيرهم وغيرهم ... هؤلاء بحاجة الى توجيه.

مع المستشار الهضيبي

حينما عادت الجماعة كان للصيفي مهام كبرى داخل الجماعة حيث كان أحد العناصر المهمة الداعمة للمستشار حسن الهضيبي ولمسار الدعوة الحقيقي بعيدا عن سيطرة عبدالناصر ورجاله داخل الصف.

وحينما حدثت أزمة داخل الإخوان بين رجال النظام الخاص القديم والمرشد العام الهضيبي كتب الأستاذ محمود عبدالحليم يقول: بعد حادث احتلال المركز العام بدأ مكتب الإرشاد اجتماعه بالتحقيق فيه ، والاستماع إلي من كانوا بالمركز العام ومنهم صالح عشماوي وعبد العزيز جلال ومن أرسلهم المكتب للتفاهم وهم : عبد القادر عودة وعبد الحفيظ الصيفي وعبد العزيز كامل

ثم قرأت في مذكرات معدة للنشر إن شاء الله للأخ الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي ما يلي: عندما اضطر جمال عبد الناصر إلي إخراج الإخوان من المعتقل الأول كانت هناك لجنة وساطة من الأستاذ فؤاد جلال والدكتور عبد القادر سرور . ووضع الطرفان شروطًا : أن يزور جمال المرشد في بيته معتذرًا – وأما من جانب جمال فاشترط أن يلتزم الإخوان الصمت لفترة معينة ".

هذا ما كنت اجهله ولكنني قرأت في مذكرات للأخ الكريم الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي يعدها للطبع نبأ أستمحيه عذرًا في نقله للقراء لعله يلقي شعاعًا من الضوء نستبين معه إجابة لهذا السؤال :يقول الأستاذ عبد الحفيظ في مذكراته : " سألت الأستاذ أحمد عادل كمال – وكان من قيادة النظام الخاص التي فصلها مكتب الإرشاد – سألته : لماذا اعتقلت مع أنك كنت أحد المفصولين ؟ فرد قائلاً : إنه هو أيضًا كان في حيرة من الأمر .. لماذا .. ؟ إلي أن عرف أخيرًا السر في ذلك .. يقول الأخ أحمد عادل كمال إنه كان في زيارة لأقارب له ليقوم بواجب العزاء ، والتقي عندهم بضيف يقوم بنفس الواجب . وعندما قام بعض أقاربه بتقديمه لهذا الضيف فوجئت أنه يقول لهم : إنني أعرفه – وعرض عليّ أن يكشف لي عن موضوع ربما يكون خافيًا عليّ دون أن يعرفني بشخصيته . وعندما سألته عن الموضوع أجابني : هل تعرف السر في اعتقالك بعد أن فصلت مع آخرين من الإخوان ؟ فقلت : إنني في حيرة من هذا الأمر بالفعل . فقال : هل تذكر يوم اجتماع الهيئة التأسيسية الأخيرة ؟ وحضرت إلي دار المركز العام .. وفي الميدان قابلك أحد الإخوة من النظام الخاص ، وعرفت منه أن هناك مجموعة من النظام في بيت القلعة – وهم مسلحون – وفي النية مهاجمة أعضاء الهيئة التأسيسية في حالة صدور قرارات منها لا تؤيد الجماعات المعارضة للمرشد العام الأستاذ الهضيبي والقيادة الشرعية للجماعة .. وبعد أن استمعت للأخ الذي تحدث معك سارعت متوجهًا إلي المنزل المجتمع فيه بعض إخوة النظام المسلحين طلبت منهم إنهاء اجتماعهم وفض هذا التجمع المسلح ، وقلت لهم : كفاية ما نحن فيه . وفي الحال بلغ جمال عبد الناصر ما قمت به فقرر يومها أن تكون في قائمة المعتقلين ، بل في قائمة من ينالهم التعذيب في السجون والمعتقلات وكان ذلك بالفعل " . 

    ويقول الأستاذ عبد الحفيظ : ويظهر أن عبد الناصر قد وضع تحت تصرف هؤلاء المنشقين كثيرًا من إمكانات الحكومة وأجهزة مخابراتها وإشاعاتها ورسائلها بل صحافتها التي كانت في ذلك الوقت أكبر أداة في يد مجلس الثورة لتسميم الأفكار وتضليل الرأي العام.

غياب ورحيل

حينما وقعت أحداث عام 1954م استطاع الأستاذ عبد الحفيظ الصيفي أن يخرج خارج مصر ويتجه إلى دولة موريتانيا حيث استقر بها. 

  المصادر

1-     أحمد عادل كمال: النقط فوق الحروف، طـ1، الزهراء للإعلام العربي، القاهرة، 1987م، صـ54.

2-      جمعة أمين عبدالعزيز: أوراق من تاريخ الإخوان المسلمين، الجزء السابع، 2009م.

3-     زينب الغزالي: أيام من حياتي، دار التوزيع والنشر الإسلامية، مصر.

4-     أحمد الشرباصي: مذكرات واعظ أسير، دار الكتاب، مصر، 1371هـ.