الموقع الرسمي للإخوان المسلمون

عمر عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني

المرشدون


المرشد الثالث لجماعة الإخوان المسلمين

مواليد حي الغورية بالقاهرة

تاريخ الميلاد: 1904

تاريخ الوفاة: 22 مايو 1986

مكان الدفن: مدافن المرشدين بالقاهرة

المؤهل: ليسانس حقوق

جامعة القاهرة

العمل محامي

إن تناول حياة الرجال العظماء الذين رسخوا قواعد دعوة الإسلام المعاصرة، ليست مادة تطرح من أجل الاطلاع أو التسلية بل إن مراجعة تلك الحيوات والأحداث والتصرفات هي مادة للتأمل، والتعلم، والاعتزاز بوجود مثل هؤلاء الرعيل الأول، الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يحملوا أمانة الدعوة إلى الله في وقت كانت ترزح فيه البلاد تحت نير الاستعمار.

نشأته

ولد عمر عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمساني في القاهرة بشارع حوش قدم بالغورية عام 1904م وكان جده ووالده كلاهما يعملان أول الأمر في تجارة الأقمشة والأحجار الكريمة.

ثم اشتريا مساحات واسعة من الأرض في قرية نوى مركز شبين القناطر بمديرية القليوبية .. ومساحات أخرى في قرية المجازر مركز منيا القمح بمديرية الشرقية.

أسرته

كان جده يتميز بالاتجاه السلفي في العقيدة، وتولى طبع العديد من كتب الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب على نفقته .. وفي هذا الجو البعيد عن البدع ، نشأ عمر محاطاً بالنعمة والروح الديني ، إذ كان كل من في ذلك البيت قائماً بحقوق الله صلاة وصياماً وحجا.

تعليمه

في مدارس الجمعية الخيرية تلقى التلمساني دراسته الابتدائية، فلما توفي الجد انتقلت الأسرة إلى القاهرة، فالتحق بالمرحلة الثانوية من الإلهامية في الحلمية، حيث حصل على شهادتها، ومن ثم انتظم في كلية الحقوق.

عمله

بعد تخرجه في كلية الحقوق، بدأ التمرن على المحاماة، ثم اتخذ له مكتباً في بندر شبين القناطر، حيث مارس عمله القانوني بتوفيق مرموق. وكان لا يقبل المرافعة في قضية تخالف قواعد الدين التي أخذ بها نفسه. ولم تشغله المحاماة عن تثقيف نفسه بالعلوم الإسلامية إذ كان ميالا إلى المطالعة في كتب الفقه والتفسير والحديث والسيرة النبوية.

وسط الإخوان

انضم عمر التلمساني لجماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسس الجماعة حسن البنا في عام 1933 بعد أن دعاه لحضور دروسه اثنان من الإخوان هما "عزت محمد حسن" وكان معاون سلخانة بشبين القناطر، والآخر "محمد عبد العال"، وكان ناظر محطة قطار الدلتا في محاجر "أبي زعبل".

وهو ما ذكره بقوله: أول ما اتخذت لي مكتبًا في شبين القناطر كنت أقيم في عزبة التلمساني، وفي يوم جمعة من أوائل العام 1933م ... كنت أجلس في حديقة الزهور فجاءني خفير العزبة يقول: "فيه أتنين أفندية عايزين يقابلوك"، فصرفت حرمي وأولادي وأذنت لهما بالمجيء، وجاء شابان أحدهما "عزت محمد حسن" وكان معاون سلخانة بشبين القناطر، والآخر "محمد عبد العال" ، وكان ناظر محطة قطار الدلتا في محاجر "أبي زعبل".

بين أعضاء مكتب الإرشاد

ما إن التحق عمر التلمساني بالإخوان حتى أصبح عضوا في مكتب الإرشاد وصار من المقربين للإمام البنا وظل في مكتب الإرشاد حيث شارك في جميع مجالس الشورى كما اختير عام 1945م عضوا في الهيئة التأسيسية للجماعة، وظل عضو مأثرا في مكتب الإرشاد حتى اختيرا مرشدا عاما في السبعينيات.

محنة 1948م

كان عمر التلمساني على رأس المعتقلين في محنة عام 1948م حيث زج به في سجن الطور وبقي فيه فترة طويلة حتى أفرج عنه بعد ما يقرب من عام ونصف.

مع رجال الثورة

كان لتأثيره الكبير في الجماعة أن شارك في اختيار المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للجماعة عام 1951م، كما أنه شارك في الاعداد لثورة يوليو مع ضباط الجيش وحضر جميع اللقاءات التي عقدت بين الإخوان والضباط الأحرار.

وكان صاحب نظرة ثاقبة وغيرة على دعوته حيث كان محور حماية للجماعة حينما تعرضت للمحنة بداية عام 1954م.

محنة السجون

ما إن وقعت حادثة المنشية عام 1954م حتى تم اعتقاله وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما غير أنه لم يخرج بعد انقضاء مدته وظل في السجن حتى وفاة عبد الناصر.

التأسيس الثاني للجماعة

بعدما خرج من السجن سارع إلى لم شمل الإخوان وإعادة هيكلتها من جديد، تحت رئاسة المرشد الهضيبي.

وحينما توفى المستشار حسن الهضيبي في نوفمبر 1973م اختير أحد الإخوان ليتولى شئون الإرشاد حتى تم اختيار الأستاذ عمر التلمساني مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين.

كانت رؤية الأستاذ التلمساني تتلخص في أن العمل السياسي والعام، بالإضافة إلي أنه جزء لا يتجزأ من صميم فهم الجماعة للإسلام، بشموله وكماله وصلاحيته للتطبيق في كل زمان ومكان, فهو أيضا يفتح الباب أمام أفراد وقيادات الإخوان للعمل والتأثير داخل المجتمع, وتقديم صورة صحيحة وحقيقية عن دعوة الإخوان.

مؤلفاته

        "ذكريات لا مذكرات

        شهيد المحراب

        حسن البنا الملهم الموهوب

        بعض ما علمني الإخوان

        وفي رياض التوحيد

        المخرج الإسلامي من المأزق السياسي

        الإسلام والحكومة الدينية

        الإسلام ونظرته السامية للمرأة

        قال الناس ولم أقل في حكم عبد الناصر

        من صفات العابدين

        ياحكام المسلمين.. ألا تخافون الله؟

        لا نخاف السلام ولكن

        الإسلام والحياة

        حول رسالة نحو النور

        من فقه الإعلام الإسلامي

        أيام مع السادات

        آراء في الدين والسياسة.

مواقف حية

يقول: ذات يوم بعد أحداث العام 1981 طلبت مني وزارة الداخلية أن أذهب إلى سجن طرة للتحدث مع المعتقلين ، وفعلت والتقيت بالكثيرين منهم هناك ، وكانوا من مختلف الاتجاهات والأفكار، ودخلت معهم في حوار متفاوت الحرارة ، ساخن مرة وهادئ أخرى ، ولكن ما إن انتهى الحوار بعد ساعة ونصف حتى اندفع الشباب كلهم إلى احتضاني وتقبيل رأسي ويدي ، إعراباً منهم عن الاقتناع بما سمعوا ووعوا . هذا غير مواقفه مع السادات. 

وفاته

توفي عمر التلمساني يوم الأربعاء 22 مايو 1986 بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 82 عامًا، ثم صُلِّي عليه بجامع "عمر مكرم" بالقاهرة، وكان تشييعه في موكب شارك فيه أكثر من نصف مليون نسمة من الجماهير فضلاً عن الوفود التي قدمت من خارج مصر.... وحضر رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب، وبعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموعة كبيرة من الشخصيات المصرية والإسلامية إلى جانب حشد كبير من السلك الدبلوماسي.. العربي والإسلامي. حتى الكنيسة المصرية شاركت بوفد برئاسة الأنبا إغريغوريوس في تشييع الجثمان.

قالوا عن التلمساني

كتبت صحيفة (وطني) لسان حال الكنيسة المصرية في عددها الصادر في 25/5/1986م، عن عمر التلمساني فقالت:

توفي إلى رحمة الله الأستاذ الكبير عمر التلمساني بعد معاناة مع المرض، فشق نعيه على عارفيه في مصر وفي العالم الإسلامي الذي يعرف كفاحه من أجل الدعوة التي حمل لواءها، وامتاز فيها بأصالة الرأي ورحابة الصدر واتساع الأفق وسماحة النفس، مما حبب إليه الجميع من إخوانه ومواطنيه، كما كانت علاقته بإخوانه الأقباط علاقة وثيقة عميقة تتسم بالتفاهم التام والحب والصداقة.

وقال محرر (جريدة الأهرام) في 13/6/1986م: عرفته منذ نحو عشر سنوات، فلم أر فيه غير الصلاح والتقوى، كان هادئ الطبع، قوي الحجة، يدعو إلى الله على بصيرة من الأمر، ذلك هو المغفور له الداعية الإسلامي الكبير عمر التلمساني الذي فقد العالم الإسلامي بفقده رجلاً من أعز الرجال وأخلصهم لدعوة الحق.

وكتب الأستاذ فتحي رضوان رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان: عرفت عمر التلمساني الذي استحق عن جدارة اللقب المهيب الجليل لقب "شيخ" وهو محامٍ في مدينة شبين القناطر يمارس عمله إلى آخر العمر متواضعًا لا يلفت إليه النظر، بصوت عالٍ، ولا بمشية يشوبها الخيلاء ولم نكن نعرف آنذاك عنه أمورًا منها أنه حفيد "باشا" من باشوات العرب الأغنياء الذين فاض الله عليهم رزقه.

وقال الشيخ محمد الغزالي: حمل الرجل في شبابه أعباء الدعوة الإسلامية في غربتها، ورأيته يومًا ينصرف من مكتب أستاذنا حسن البنا بعد لقاء لم أتبين موضوعه، ورأيت بصر الأستاذ المرشد يتبعه وهو يولى بعاطفة ناطقة غامرة، وحب مكين عميق، فأدركت أن للأستاذ عمر مكانة لم يفصح عنها حديث.

وكتب الأستاذ خالد محمد خالد تحت عنوان "الإخوان المسلمون بين وداع فارس شهيد وانتظار مرشد رشيد" فقال: يوم الجمعة الماضي زفت إلى السماء في عرس عظيم روح فارس شهيد، أجل شهيد!!فالرجل الذي يواصل رحلته المضيئة في سبيل الله مغالبًا شيخوخته، ومقاومة أسقامه وأمراضه.

وقال عنه الصحفي الكبير الأستاذ مصطفى أمين تحت عنوان "فكرة": أمضيت سنوات طويلة مع التلمساني في سجن ليمان طرة . وكانت زنزانته في مواجهة زنزانتي، كنت أراه كل يوم وأتحدث إليه. وكان أكثر ما حببني فيه سعة صدره واحتماله الغريب، ومواجهته للبطش والاستبداد بسخرية واستهزاء، فقد كان يشعر أنه أقوى من الذين قيدوه بالأغلال، وكان مؤمنًا بأن المحنة لا بد أن تنتهي ويخرج من السجن ويكتب رأيه وينشر الفكر الذي آمن به. كان يعتقد أن العنف يضر ولا ينفع. يسيء للفكرة ولا يخدمها. كم تدخل ليهدئ الثائرين ويهدى الضالين.

وقال إبراهيم سعده رئيس تحرير (أخبار اليوم) عنه بالحرف الواحد: مات عمر التلمساني، صمام الأمان، لجماعة، وشعب، ووطن!

المراجع

1-     عبد الرحيم بن محمد الجوهري: عمر التلمساني مجاهدا .. مفكرا .. كاتبا، المؤسسة الإسلامية الدولية للطبع والنشر والتوزيع، 1406هـ- 1986م.

2-     مصطفى العدوي: عمر التلمساني بين حماس الشباب وحكمة الشيوخ، دار الأقصى للكتاب، 1407هـ- 1987م.

3- محمد عبد الحليم حامد: مائة موقف من حياة المرشدين لجماعة الإخوان المسلمين، دار التوزيع والنشر الإسلامية، ن 1414هـ، 1993م.

4- عباس السيسي: حكايات عن الإخوان، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1419ﻫ- 1998م.

9

المرشدون

مرشدو جماعة الإخوان المسلمين هم رؤساء جماعة الإخوان المسلمين منذ أن أنشأها الإمام حسن البنا عام 1928 م إثر سقوط الخلافة الإسلامية وذلك لتجميع جهود المسلمين لاسترجاع الخلافة الإسلامية وعودة جماعة المسلمين إلى سابق عهدها وأستاذية العالم،