في أسرة تشربت فكر الإخوان المسلمين ولد الدكتور محمد أحمد عبد الغني حسنين عام 1953 بالزقازيق بمحافظة الشرقية، حصل على الثانوية بها والتحق بكلية الطب جامعة الزقازيق والتي تخرج فيها عام 1978، وعمل كاستشاري رمد بمستشفيات جامعة الزقازيق.
عاش في كنف عائلته الإخوانية – فأخوه الدكتور عمر والمهندس أيمن عبد الغني - يتربى وينهل من معينها التربوي حيث تدرج في المستويات الإدارية داخل جماعة الإخوان المسلمين، حتى أصبح مسئول القسم السياسي في الجماعة قبل أن يتم انتخابه عضوا بمجلس الشورى العام بجماعة الإخوان المسلمين، وحينما أنشأ حزب الحرية والعدالة تم اختياره عضوا بالهيئة العليا بالحزب.
تم انتخابه رئيسا للمجلس المحلي عن مدينة الزقازيق 1992، حتى تم اعتقاله أكثر من مرة في فترة حكم مبارك، حيث غيب خلف القضبان سنوات عدة في التسعينيات.
كما أفرجت السلطات المصرية مساء الخميس 29 مارس 2007م عن الدكتور محمد عبد الغني- إخصائي الرمد بمستشفيات جامعة الزقازيق وأحد قيادات الإخوان بمحافظة الشرقية- بعد قبول الاستشكال المقدم منه، وذلك بعد اعتقاله لمدة 86 يومًا حيث اعتقل ضمن 17 من قيادات وكوادر الجماعة بالشرقية في رابع أيام عيد الأضحى الماضي 2/1/2007م، ونقل بعدها إلى سجن مزرعة طرة، وقد عاد عبد الغني بالفعل إلى منزله.
وحينما وقع الانقلاب اعتقل في 20 أغسطس من عام 2013م من منزله بمنشية أباظة في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ولفقت له اتهامات في القضية رقم 1041 لسنة 2014 جنايات كلي إداري، ليصدر حكم جائر بحبسه 3 سنوات.
وفي 25 من أغسطس 2016، تم الإفراج عنه بعد 3 سنوات من الاعتقال والإهمال الطبي في سجون العسكر، ما تسبب فى انحدار كفاءة قلبه إلى 20% ، لإصابته بتليف في عضلة القلب، وإصابته بسل العظام، حتى تفتت فقرات كاملة من ظهره، أرقدته في الفراش.
وحينما مرض صرح أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المعتقلين بالشرقية، إن الدكتور محمد عبد الغنى تزداد حالته سوءا ولا يستطيع أن يتحرك، بعد أن أصيب بالسرطان فى العمود الفقرى؛ نتيجة الإهمال الطبى والتعنت فى نقله لمستشفى تخصصي، رغم أن ما تبقى من مدة حبسه لا يتجاوز شهرين، وهو ما يعد قتلا بالبطيء له.
وأضاف عضو هيئة الدفاع أن عبد الغني "مكلبش" فى السرير رغم أنه لا يستطيع الحركة، مع زيادة الأنيميا يوما بعد الآخر، وهو ما يخشى على سلامته، فهو مريض بالقلب وأجريت له عدة جراحات، منها تركيب دعامة من خلال قسطرة أجريت له في منتصف عام 2005، ما أدى إلى خروجه بعد الجراحة وهو يعاني من ضعف شديد في كفاءة عضلة القلب، ويحتاج إلى عناية خاصة، فضلا عن إصابته بجلطة من قبل، وإجراء عملية توسيع للشرايين، وتركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب، حيث تعمل عضلة القلب بكفاءة لا تزيد عن 20%، فلا يتحمل أي نوع من الإرهاق.
من جانبها، حملت أسرة عبد الغنى، أستاذ العيون بالشرقية، سلطات الانقلاب المسؤولية عن سلامته، مؤكدة أن ظروف احتجازه غير الآدمية، والتي تتنافى مع حالته الصحية، تزيد من خشيتهم على صحته التى تدهورت بفعل ظروف احتجاز تفتقر إلى أى نوع من أنواع السلامة لصحة الإنسان، غير أنه خرج بمرضه ليشتكي لله ظلم من ظلمه.
يعد الدكتور محمد عبد الغني من الشخصيات التي أثرت في صفوف شباب الإخوان المسلمين وتركت فيها بصمات عظيمة، بل وأثرت في كل من تعامل معه على اختلاف طوائفهم، فقد كان دائما باسم الثغر بشوشا، قليل الكلام، خافض الصوت، كل من يحادثه أو تعامل معه تعلق به –حتى من ترك جماعة الإخوان المسلمين – ذكروا فيه خصالة الطيبة.
كان الدكتور وسط زملاءه في الجامعة مثال الأستاذ صاحب الخلق الحي، الذي يتفاني في خدمة الجميع دون تميز.
وفاته
توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 15 يوليو 2018م، الدكتور محمد عبد الغني، عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين عن عمر ناهز 66 عاما، بعد رحلة عطاء كبيرة في العمل الدعوي والاجتماعي والسياسي، وبعد معاناة مع مرض سرطان العمود الفقري الذي أصيب به في سجون العسكر بعد الانقلاب العسكري بسبب الإهمال الطبي المتعمد وعدم توافر الرعاية الصحية الملائمة لوضعه الصحي خلال فترة اعتقاله.